ويتيح اليوم الدولي للتعليم لنا الفرصة لنخرج هذا الدور عن إطاره المحدود تقليديًا بين أولياء الأمور والطلبة وتفاعلهم مع المدارس، ليشمل أيضًا التنسيق مع سائر الجهات المجتمعية المعنية بإثراء رحلة الطلبة التعليمية، وتهيئة بيئات عمل إيجابية ومرنة وداعمة تلبي متطلباتهم. وذلك يعني أن نشرك سوق العمل وصناع القرار في مختلف المجالات بهذه العملية، بهدف سد الفجوة بين مخرجات النظام التعليمي ومتطلبات سوق العمل. وهنا نسلط الضوء على الدور الكبير الذي يقوم به المرشدون الأكاديميون في المدارس عبر توجيه الطلبة لاتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية مستنيرة، كونهم من يشرف على هذا الانتقال ويهدفون كما نهدف إلى جعل هذا الانتقال من التعليم إلى سوق العمل عملية سلسة وناجعة تعود بمنفعتها على الطلبة ومجتمعهم. ونظرًا لهذا الدور المحوري، نولي في مركز قطر للتطوير المهني أهمية قصوى لتطوير مهارات المرشدين الأكاديميين والمهنيين، وإمداداهم بالأدوات والمعارف التي تعينهم على القيام بدورهم على أكمل وجه.
ومن فوائد إحياء هذا اليوم أيضًا أنه يتيح الفرصة لانطلاق النقاشات العفوية والمباشرة بين أولياء الأمور وأبنائهم حول مساراتهم التعليمية والمهنية المستقبلية. وتثري الفعاليات المقامة خلاله تلك النقاشات وتفتح أفقًا جديدة قد لا يكون أولياء الأمور أو الطلبة يتطرقون لها في النقاشات الاعتيادية. كما نؤكد باستمرار خلال لقاءاتنا مع أولياء الأمور على أهمية وقوة القدوة، ونشجعهم على تبادل قصص النجاح الشخصية، أو قصصًا ملهمة لشخصيات مجتمعية مع أبنائهم، بما يوسّع الآفاق لإثراء تجاربهم التعليمية وتنوعها. ومن المهم أن نتذكر نحن أيضًا كمؤثرين أن العملية التعليمية وتطويرها يتطلبان نقاشًا مفتوحًا بيننا وبين الطلبة وأولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية، لنستمع إلى اهتماماتهم وكيفية مواءمة اتجاهاتنا الاستراتيجية مع احتياجات سوق العمل بما يتماشى مع طموحات وقدرات واهتمامات أبنائنا. وندرك كذلك مدى أهمية تسليط الضوء على النماذج الناجحة في مختلف قطاعات العمل لنسهم في هذه المحادثة، وهو ما دأب مركزنا عليه من خلال استضافة العديد من تلك الأمثلة المتميزة عبر مختلف الوسائل والمنصات والمنشورات الدورية المتنوعة التي يصدرها مركزنا.
وختامًا، نتمنى لجميع أبنائنا وبناتنا يومًا طيبًا يملؤوه الطموح والتفاؤل؛ فنحن اليوم نهيئ لهم بيئة تكون فيها تلبية طموحاتهم وشغفهم واجبًا وطنيًا عليهم وعلينا، ونموهم في مسار النجاح طريقنا نحو تحقيق رؤية دولتنا الوطنية 2030 وما بعدها من ترسيخ أسس التنمية المستدامة على مدى الأجيال