Banner Image

قصة نجاحنا

قصة نجاحنا

مركز قطر للتطوير المهني ... قصة نجاح

بدأت القصة بمركز صغير، لديه تطلعات وطموحات كبيرة. نجح بإنجاز خطوات هائلة، والتأثير على حياة الآلاف من أفراد المجتمع القطري. مركز اضطلع بمهمة تحقيق الأمن المهني في قطر، وهو عنصر أساسي في الأمن القومي لأي دولة، وزرع بذور ثقافة جديدة لم تكون موجودة سابقًا.

بطل قصة النجاح هذه هو مركز قطر للتطوير المهني، وهو أحد أصغر المراكز التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وقد استلهم المركز جميع أنشطته من المبادئ والركائز التي تلتزم بها المؤسسة، وجهودها المستمرة لإطلاق قدرات الإنسان، والمساعدة في تحويل قطر إلى مجتمع قادر على تحقيق التنمية المستدامة.

من معرض إلى مركز متكامل

بدأ مركز قطر للتطوير المهني بتنظيممعرض قطر المهني، والذي كان أكبر معرض مهني على مستوى الدولة، برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والذي كان حينها وليًا للعهد. ومن خلال المعرض المهني قدّم المركز العديد من الفرص لشباب الدولة، بما في ذلك فرص التعليم والتدريب والتطوير والتوظيف. كما سعى إلى ربط الشباب بأصحاب العمل من مختلف القطاعات، مما يوفر لهم فرص عمل تتوافق مع مهاراتهم واهتماماتهم، وكذلك احتياجات سوق العمل في قطر.

 

وعلى أهمية هذا الدور، إلا أن مركز قطر للتطوير المهني لطالما هدف إلى تحقيق أثر أعمق، وترك علامة أكثر وضوحًا على حياة الناس. فبعدما نجح في إضفاء الطابع المؤسسي على ثقافة المعارض المهنية، وبعدما اتبع خطاه العديد من الجهات في إطلاق المعارض المهنية الخاصة بها، من مدارس وجامعات ووزارات، بات على المركز الانتقال إلى المستوى التالي، لتكون هذه النقلة هي الخطوة الأولى التي وضعته في صدارة جهود التطوير المهني في دولة قطر، وجعلته مساهمًا رئيسيًا في تطوير رأس المال البشري القادر على تحقيق إنجازات كبيرة للدولة. يومها، ارتأت إدارة مؤسسة قطر أن الوقت قد حان لإجراء هذا التغيير الحتمي، بحيث يصبح مركز قطر للتطوير المهني الجهة المنوطة بتقديم مشروع متكامل من البرامج والخدمات التي تلبي أحد أهم الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية لدولة قطر، وهوالتوجيه المهني“.

أُنجز التحول، وبات مركز قطر للتطوير المهني منارة التوجيه والتخطيط والتطوير المهني في الدولة، وبات يتحمل مسؤولية تمكين الشباب، ودعم بناء القدرات، وإعداد رأس المال البشري المناسب للاستجابة لمتطلبات رؤية قطر الوطنية 2030، ودعم تحوّل الاقتصاد القطري من اقتصاد قائم على الكربون إلى آخر مبني على المعرفة.

 

فبالاستناد إلى الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تتمحور بشكل مباشر أو غير مباشر حول رأس المال البشري، وفي ظل التطور الاقتصادي المتسارع، والتحديات التي تواجهها قطر، باتت الدولة تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى تطوير مواردها البشرية، وتأمين قوة عاملة ذات كفاءة وقدرة عالية. وهو ما يمكن تحقيقه من خلال بناء أنظمة تعليمية رفيعة المستوى، ونظام عمل متطور، وقبل كل شي، تعزيز نظام التوجيه المهني الموجود حاليًا، والذي ما يزال في مراحله  الأولى.

تولى مركز قطر للتطوير المهني مسؤولية غرس بذور التوجيه المهني وتأصيله كجزء من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية في قطر، من خلال التوعية وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية والإرشادية الهادفة إلى توجيه الشباب على مدار مختلف المراحل التعليمية التي يمرون بها.

إن جوهر رسالتنا في مركز قطر للتطوير المهني هو حماية الأمن المهني، الذي يتمثل مضمونه في تأمين كوادر مؤهلة في جميع القطاعات وكافة التخصصات، تكون قادرة على القيام بدورها وأداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه، في جميع الظروف وكافة الأوقات، معتمدة بذلك على تدريب مهني على أعلى المستويات وفي كافة المجالات“.

  • عبدالله المنصوري
    المدير التنفيذي

    بحوث ودراسات

    مع هذا التوجه، وحتى قبل الشروع بتنفيذ خططه، تلمس المركز الحاجة المُلحة لإجراء دراسة شاملة ودقيقة للسوق المحلي، والوقوف على موقع قطر في مجال التخطيط والتطوير والتوجيه المهني، بهدف التأكد من كون خدماته مصممة بما يناسب الاحتياجات المحددة لجمهوره المستهدف.

    على مدار سنوات طويلة، قام المركز بجمع وتحليل كم هائل من المعلومات حول آلاف الطلاب والخريجين وأولياء الأمور، وكذلك المتفاعلين من مختلف الشرائح، من الجهات المعنية الحكومية والخاصة، إلى جانب الأنشطة التقييمية والدراسات الاستقصائية والاستطلاعية. كل ذلك ساهم في وضع مبادرات وبرامج جديدة نجحت في إفادة الشباب، وحققت تأثيرًا إيجابيًا على سوق العمل القطري.

    فيما يلي مجموعة من الأمثلة عن الأوراق البحثية التي أجراها ونشرها مركز قطر للتطوير المهني: “دور الإرشاد والتوجيه المهني في إعداد وتطوير القوى العاملة الوطنية، والطموحات المهنية، والإرشاد والتوجيه المهني، وتنقل الموظفين: نحو تحقيق تقطير نوعي، والتخطيط والتوجيه المهني من أجل اقتصاد قطري مستدام“.

    ولم يحجب مركز قطر للتطوير المهني معرفته وخبراته عن العالم، بل على العكس، فقد حرص على مشاركتها مع الشركاء الدوليين الرئيسيين، وتعزيز مساعي قطر في مجال التطوير المهني على الساحة الدولية. كما قدم العديد من الأوراق البحثية خلال مشاركته في العديد من المؤتمرات والندوات والاجتماعات المهنية المرموقة دوليًا، منها على سبيل المثال، مؤتمر رابطة التوجيه المهني في آسيا والمحيط الهادئ (APCDA)، ومؤتمر الرابطة الدولية للتوجيه التعليمي والمهني (IAEVG)، والندوة الدولية التاسعة حول التطوير المهني والسياسات العامة التي أقامها المركز الدولي للتطوير المهني والسياسات العامة (ICCDPP)، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز).

    خلال مشاركته في هذه المؤتمرات، سلط مركز قطر للتطوير المهني الضوء على الجهود التي يبذلها للمساهمة في وضع نظام توجيه مهني فعال في قطر، من خلال تحديد ومعالجة التحديات وأوجه القصور الحالية، واقتراح الحلول اللازمة. كما اجتمع ممثلو المركز مع المتخصصين المهنيين والمدربين والباحثين، للاستفادة من خبراتهم، واستنباط الدروس المستفادة في وضع البرامج والخدمات المهنية للشباب في بيئات مماثلة، ضمن السياقات والبيئات المشابهة.

    كما عكف المركز على متابعة التطورات المحلية والإقليمية والدولية، لجمع النتائج حول الاحتياجات المهنية الحالية والمستقبلية، ووسائل تلبيتها. وهو ما يتم من خلال المراقبة المستمرة لمفاهيم وممارسات التوجيه المهني، بالإضافة إلى إنشاء شبكة من العلاقات والشراكات التي يواصل المركز تطويرها.

    وتواصل المركز أيضًا مع العديد من الشركاء الدوليين لتقديم المعرفة والخبرات المتخصصة للدولة، في محاولة لتعزيز خدمات التوجيه المهني المقدمة ضمن النظام التعليمي. وكانت النتيجة تطويرنظام الإرشاد المهني الإلكتروني الخاص بمركز قطر للتطوير المهني، المعروف اختصارًا باسم (CAS)، وهو نظام التخطيط المهني الوحيد الشامل والمتوفر في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي. وهذا النظام عبارة عن نسخة منقحة ومُعربة من نظام الإرشاد المهني الشهير دوليًا، والذي تقدمه مؤسسة كودر الأمريكية، الرائدة عالميًا في مجال خدمات التخطيط المهني. ويقدّم البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية، مع تصميم مكوناته لتناسب الخصائص الاجتماعية والثقافية القطرية. ويتيح النظام للمستخدم الخضوع لتحليل نفسي متكامل، يشمل، من بين أمور أخرى، تقييمات للاهتمامات والقيم والقدرات. وبناءً على نتائج تلك التقييمات، يقدم النظام توصيات للمستخدم عن المسارات التعليمية والتدريبية والمهنية المناسبة، كما يقدم معلومات عن المؤسسات التعليمية والتصنيفات المهنية وبيانات سوق العمل. وطبق مركز قطر للتطوير المهني هذا النظام في جميع المدارس الثانوية الحكومية في قطر عام 2018، بموجب مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم والتعليم العالي. حيث استفاد منه أكثر من 20 ألف طالب ومرشد أكاديمي في جميع أنحاء قطر.

    تطوير الكادر البشري

    مع وجود نظام الإرشاد المهني الإلكتروني الخاص بمركز قطر للتطوير المهني، وتزويد الطلاب بأحدث التقنيات للتخطيط المهني، بات على مركز قطر للتطوير المهني العمل على تطوير وتحسين الجزء الآخر من المعادلة، أي المرشدين والمستشارين المهنيين والأكاديميين في المدارس. وإيمانًا منه بالدور الحيوي لهؤلاء المرشدين في توجيه وإرشاد وتطوير الطلاب، قدّم المركز برامج تدريبية منظمة للمرشدين المهنيين في المدارس، بالشكل الذي يغطي جميع العناصر النظرية والتطبيقية المطلوبة من المرشدين للقيام بواجباتهم والاضطلاع بمسؤولياتهم بفعالية. لذلك، طوَّر مركز قطر للمركز برامج مثلبرنامج إعداد المستشارين المهنيين، وبرنامج تدريب المرشدين المهنيين، والدورة التمهيدية في الإرشاد المهني، من أجل تزويد المرشدين بالمهارات والمعرفة الأساسية اللازمة للإرشاد والتخطيط المهني، وتزويدهم بالأدوات والأنشطة التي تمكنّهم من مساعدة الشباب على الانطلاق في مسيراتهم المهنية الطموح. وقد رحبت هذه البرامج بالمستشارين والمرشدين المهنيين والأكاديميين والمتخصصين، والعاملين في مجال الموارد البشرية والتنمية الوطنية، إلى جانب أولياء الأمور، والمدربين والأساتذة، وغيرهم.

    ولطالما آمن مركز قطر للتطوير المهني أن الفصل الدراسي لا يكفي أبدًا لتعليم الطلاب كل شي. ويقول المثل: “أخبرني وسأنسى، علمني ربما أتذكر، أشركني وسأتعلم“. فحوى هذا المثل يكمن وراء جميع البرامج والفعاليات والأنشطة التي ينظمها مركز قطر للتطوير المهني لدعم وتطوير الشباب. ولمواكبة العقليات المتطورة باستمرار للشباب، عمل المركز على توفير طريقة أكثر جاذبية لتقديم برامجه. فقدّم لهذا الغرض مجموعة واسعة من البرامج التفاعلية التي تعمل على تزويد الشباب بالخبرة العملية، وتوجههم نحو اتخاذ قرارات مستنيرة تتعلق باختيار المسارات الأكاديمية والمهنية التي تتناسب بشكل أفضل مع اهتماماتهم وقيمهم، كما تتوافق في الوقت نفسه مع متطلبات سوق العمل.

    من خلال هذه البرامج التحفيزية، أصبح الطلاب أكثر دراية بديناميكيات وتحديات السوق المحلية، وأكثر معرفة بالمجالات التي تمكنهم من خدمة بلادهم على أفضل وجه. ومن الأمثلة على هذه البرامج: المخيمات المهنية، وبرنامج الاستكشاف المهني عبر ملازمة الموظفين، وبرنامج السفراء المهنيين، وسلسلة ورش التطوير المهني، وبرنامج مهنتيمستقبلي، وأكاديمية المهن، إلى جانب القرية المهنية التي حققت نجاحًا كبيرًا استدعى تنظيمها مرتين سنويًا، بحضور آلاف الزوار من الطلاب وغيرهم من الفئات التي استفادت من الأنشطة التي قدمتها القرية.

    مطبوعات متخصصة

    لجذب انتباه الشباب وأولياء الأمور وغيرهم من الفئات وتحفيزهم على قراءة الموضوعات التي تهمهم، أعاد مركز قطر للتطوير المهني إطلاق مجلته السنويةكارييرفي ثوب جديد من حيث التصميم الجذاب والتنوع الكبير في الموضوعات، لتصبح مجلة نصف سنوية تحمل اسمدليلك المهنيوتصدر باللغتين العربية والإنجليزية. كما دخلت المجلة العالم الرقمي لتطبيقات الهواتف الذكية عبر تطبيق إلكتروني متاح على متجريآب ستوروجوجل بلاي، ويعتبر بذلك أول تطبيق إلكتروني من نوعه تصدره مؤسسة قطر لمجلة متخصصة، حيث يوفر التطبيق للمستخدمين تجربة تفاعلية فريدة من نوعها. وقد أصبحت هذه المجلة مرجعًا موثوقًا للمعرفة المهنية، تزخر بالعديد من الموضوعات والنصائح والتوجيهات المهنية من نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال التوجيه والتطوير المهني، وبدعم من فريق تحريري متخصص ذي كفاءة عالية. ويسعى المركز لأن توفر هذه المجلة مصدرًا قيمًا للمعلومات يعول عليه الشباب، من طلبة المدارس والجامعات، والخريجين، بالإضافة إلى أولياء الأمور، والباحثين والمتخصصين، والخبراء في مجالات الإرشاد المهني والتنمية البشرية. وتتضمن مجلةدليلك المهنيسلسلة من المقالات التي تسلط الضوء على الأولويات المهنية في دولة قطر، وآخر المستجدات في مجال التخطيط والتطوير المهني، وكذلك نماذج من قصص النجاح الشبابية في مختلف القطاعات والمجالات.

    ويجري طباعة آلاف النسخ من أعداد المجلة وتوزيعها على كافة المدارس الحكومية والخاصة والدولية، والجامعات، والمعاهد، والمؤسسات التعليمية، والوزارات، والمؤسسات الحكومية والخاصة، والمراكز المهنية، والنوادي الشبابية في جميع أنحاء قطر. كما يقوم المركز بترتيب زيارات إلى مختلف المدارس في الدولة، من أجل توزيعها على الطلاب، مع شرح المضمون الوارد فيها، بما يحقق أقصى استفادة ممكنة للطلاب.

    التوجيه في الصغر

    ولم تقتصر جهود المركز لغرس ثقافة التوجيه المهني ورفع مستوى الوعي على الشباب فقط، بل امتدت أيضًا لتشمل الأطفال في سن مبكرة (بدءًا من أربع سنوات). وأقدم مركز قطر للتطوير المهني على تحدٍ جديد من خلال استهداف الفئات العمرية الصغيرة، وإشراكها في أنشطته من خلال تعاونه مع اثنتين من أكبر المدن الترفيهية التعليمية في جميع أنحاء العالم، وهما كيدزانيا الدوحة، وكيدزموندو الدوحة، مع افتتاح مركزين مخصصين للتوعية المهنية، لتعزيز الوعي بثقافة العمل المهني.

    وهذان المركزان هما الأولان من نوعهما في قطر والمنطقة، حيث تتم مساعدة الأطفال على استكشاف المسارات المهنية المثلى، وتحديد توجهاتهم، وصقل مهاراتهم بما يتماشى مع اهتماماتهم وقدراتهم الشخصية، من خلال لعب الأدوار، في سياق تعليمي مثير للاهتمام. ويتعلم الأطفال كيفية كتابة سيرة ذاتية ناجحة، واكتساب نظرة ثاقبة في مختلف التخصصات، كما يتم دعمهم في اختيار المسار المهني الذي يتناسب بشكل أفضل مع مؤهلاتهم ومهاراتهم أثناء مشاركتهم في الأنشطة والألعاب التي صممها المركز لتناسب هذه الفئات العمرية. وتستقبل هذه المراكز آلاف الأطفال كل عام، ممن يتأثرون إيجابًا من خلال أدوات التوجيه المهني المناسبة لكل مرحلة عمرية.

    دعم ذوي الاحتياجات الخاصة

    حرص المركز على مساعدة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في تطوير مهاراتهم لجعهلم أكثر قابلية للتوظيف والتكامل الاجتماعي، فضلًا عن دعم الجمهور القطري الأوسع، والشركاء المعنيين، والمؤسسات المختلفة التي تعمل على مساعدة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والسعي لإدماجهم في سوق العمل، والمجال المهني، والنسيج الاجتماعي والاقتصادي في الدولة بشكل عام. وقد تم تحقيق ذلك من خلالبرنامج مهارات الاستعداد المهني، الذي يندرج ضمن إطار عمل مقترح لتعزيز جهود التوجيه المهني للطلاب الذين يواجهون تحديات في التعلّم تتراوح حدتها بين طفيفة ومعتدلة، بما في ذلك طيف التوحد، واستخدام أفضل النماذج العالمية للتوجيه المهني بعد تعديلها لتناسب المتطلبات المحلية.

    وقد اختبر البرنامج في عام 2018، إثر توقيع مذكرة تفاهم بين مركز قطر للتطوير المهني وأكاديمية العوسج، وكلاهما عضو في مؤسسة قطر. ويهدف البرنامج إلى طمأنة العائلات إلى أن تعليم أبنائهم سيثمر عن نتائج قيّمة، بالإضافة إلى تثقيف أصحاب العمل وتوعيتهم حول كيفية دمج الفئات المعنية ضمن نشاطهم، وفق ما ينص عليه القانون القطري، فضلًا عن توعية المجتمع بصفة عامة بالعقبات والتحديات التي يواجهها هؤلاء الطلاب، وكيفية تخطيها.

    علاوة على كل ما سبق، عقد مركز قطر للتطوير المهني العديد من الشراكات الاستراتيجية والعلاقات المثمرة مع العديد من الشركاء والجهات المعنية، بما في ذلك إبرامه لاتفاقية تعاون مع مركزمدىبهدف تعزيز الشمولية الرقمية، وبناء مجتمع رقمي للأشخاص الذين يعانون من قيود مهنية، بما في ذلك ذوي الإعاقة وكبار السن. كما تسعى الاتفاقية إلى تمكين ومساعدة الطلاب ذوي الإعاقة في تحديد أهدافهم بعد مرحلة التعليم، حتى يتمكنوا من تطوير مهاراتهم، بالإضافة إلى توعية المجتمع حول دور الوصول الرقمي في تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

    لقاء وطني لتوحيد الجهود

    على الرغم من كل هذه الجهود الضخمة التي يبذلها، استشعر مركز قطر للتطوير المهني بوجود العديد من التحديات التي تواجه عملية تطوير نظام مهني قوي وفعال في الدولة، وأن جميع الجهود المبذولة في هذا الصدد ستبقى مشتتة من دون وجود جهة وطنية مركزية حاضنة، أو كيان واحد مسؤول عن تنظيم ورصد وتطوير التوجيه المهني عبر مختلف القطاعات. لذلك عمل المركز على إشراك جميع الأطراف والجهات المعنية والشركاء في عملية تعاونية، للتصدي بفعالية للتحديات المشتركة.

    لهذه الغاية، بادر المركز إلى تنظيم لقاء شركاء التوجيه المهني، تحت الرعاية الكريمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وبالشراكة مع اليونيسكو ووزارة التعليم والتعليم العالي في قطر. ونصّ التصور الأساسي لهذه المنصة على أن تكون بمثابة شبكة غير رسمية تجمع مختلف القطاعات، بهدف إشراك الأطراف والجهات المعنية بمجال التوجيه المهني، من أجل التعاون والابتكار وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات لتعزيز التوجيه المهني كوسيلة ناجعة لتحقيق النجاح الشخصي والتعليمي والاجتماعي والاقتصادي لدولة قطر وشعبها. وقد ضم اللقاء صانعي السياسات والقرارات على مختلف المستويات، ومؤسسات تمثل قطاعات التعليم وسوق العمل والتوجيه المهني، والمتخصصين في مجال الإرشاد المهني، والإداريين، والباحثين، إلى جانب الطلاب والباحثين عن عمل.

    وضمن منهجية تقوم على مجموعات للنقاش، انخرط المشاركون في سلسلة من الأنشطة المبتكرة من أجل التحقق من صحة مجموعات محددة من القضايا التي تعيق عملية تطوير نظام التوجيه المهني في دولة قطر، ووضع توصيات سليمة قادرة على تقديم فوائد قصيرة المدى لمختلف الأطراف والجهات المعنية، مما يمهد الطريق لتحسين النظام على المدى الطويل.

    واستتبعت فعاليات لقاء شركاء التوجيه المهني بتنظيم جلسة خاصة لاستعراض وجهات النظر والأفكار المقترحة، بهدف اعتمادها ووضعها في تقرير شامل. كما عُقدت لقاءات مع الأطراف والجهات المعنية والشركاء بغرض ضمان تنفيذ التوصيات الصادرة عن اللقاء، والتي تمحورت حول قطاع التعليم وسوق العمل، وتوصيات أُخرى على المستوى الوطني.

    حتى اليوم، يفخر مركز قطر للتطوير المهني بما حققه من نجاح منقطع النظير، عبر برامجه التوعوية ومبادراته المبتكرة المؤثرة التي تمثل علامة بارزة في مسيرته الرامية إلى تعزيز مكانته كمنارة للتوجيه المهني في الدولة، وكمحفز للاقتصاد والتنمية الاجتماعية. ويظل المركز محافظًا على التزامه بتوجيه الشباب نحو اختيار المسار المهني الصحيح، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للتفوق في مختلف مجالات وقطاعات العمل. وهذا سيثمر، في نهاية المطاف، عن خلق قوة عاملة ذات كفاءة عالية تلبي احتياجات سوق العمل المحلية، والمساهمة في تمكين الشباب الذين يمثلون العمود الفقري للوطن، وتحضيرهم للتعامل مع التحديات الاقتصادية الحالية والمستقبلية.

    وبعزيمة ثابتة، سيواصل مركز قطر للتطوير المهني جهوده في سبيل وضع دولة قطر على مسار التميز المهني، وسيعمل دومًا على تقديم البرامج والخدمات المهنية التي تدعم التطوير المهني للشباب لرسم مستقبل أكثر إشراقًا للوطن.

    تواصل معنـا

    مركز قطر للتطوير المهني

      Do