أولى خطوات اتخاذ القرار الأكاديمي

سعد الخرجي – مدير البرامج والخدمات المهنية

تهانينا لكم على اجتيازكم المرحلة الثانوية بنجاح، وعسى أن تظل البشائر الطيبة تزين مسيراتكم الأكاديمية والمهنية مستقبلًا.

أما الآن وأنتم تودعون مدارسكم وتستعدون لقضاء إجازة الصيف، فقد حان الوقت لتباشروا جديًا بعملية اختيار تخصصكم الجامعي والجامعة الأنسب لاحتياجاتكم. وفيما يلي بعض النقاط التي ستعينكم في عملية اتخاذ القرار المهم هذا:

هل تفكر بالالتحاق بالدراسة الجامعية؟

  • تأمل أهدافك الأكاديمية وطموحاتك المهنية بعيدة المدى: فكر مثلًا بالمسار المهني الذي تتمناه لنفسك، وابحث في المهارات التي يتطلبها والتي يجب عليك تنميتها. أو فكر بالمقابل بالدراسات العليا وتوافرها في التخصصات التي تحبها، وفي مدى ملاءمتها لتطلعاتك في المستقبل.
  • أجرِ بحثًا مفصلًا حول الجامعات التي تقدم برامجًا في التخصصات التي ترغبها، سواء في دولة قطر أو خارجها. واحصر متطلبات القبول لكل منها وبادر بإعداد ملف التقدم لهذه الجامعات.
  • خذ بعين الاعتبار موقع الحرم الجامعي الجغرافي، بالإضافة إلى الأنشطة الخارجية التي توفرها، والبيئة الاجتماعية والأكاديمية التي تنضوي عليها. فالتجربة الجامعية لا تقتصر على الشق الأكاديمي فحسب.
  • استشر أخصائيي التطوير المهني والمرشدين الأكاديميين، فهم مرجعك الأول للمعلومات الموثوقة والدقيقة، وهم الأكثر تمرّسًا في مساعدتك على الانتقال بسلاسة من التعليم الثانوي إلى الجامعي.

 

مقومات اختيار التخصص الصحيح:

  • ثابر على استكشاف اهتماماتك وقدراتك ومواهبك وشغفك في العلم والعمل، وفكر بالتخصصات التي تحقق التوازن العملي بين الشغف والحياة العملية.
  • ثم ابحث في المستقبل المهني المقابل لكل تخصص تفكر به، وضع باعتبارك مجالات التطور والمضي قدمًا في كل منها.
  • ابنِ كل ما تقدم على المهارات التي عملت جاهدًا على تنميتها وتطويرها خلال المراحل الدراسية السابقة، واعتبرها استثمارًا ستحصد ثماره في المرحلة الجامعية.
  • ابحث عن فرص التدريب الداخلي ومعايشة المهن، أو حتى فرص العمل بالدوام الجزئي، فهي نافذتك الحقيقية على عالم العمل الحقيقي لتعرف وقائعه اليومية، ولتكتسب خبرات مبدئية تعينك في الدراسة الجامعية.

 

التحضير لمرحلة الدراسة الجامعية:

  • واصل صقل عاداتك الدراسية ومهارتك في إدارة الوقت، حيث تتميز الدراسة الجامعية عن الثانوية بالتعلم المستقل الذي يوجب عليك تقدير وتخصيص الوقت اللازم لكل خطوة في مسيرتك.
  • طور قدراتك في التفكير النقدي وحل المشكلات عبر الانخراط في الأنشطة وحتى الأنشطة الترفيهية التي تقتضي مهارات تحليلية وتفكيرًا إبداعيًا. وذلك لأن هذه المهارات تعد عالميةً في التطبيق، أي ستفيدك أينما حللت وبغض النظر عن التخصص الذي ستختاره.
  • طور مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين، فتلك المهارات لا تقدر بثمن لأن أساس التجربة الجامعية، والدراسات العليا إن اخترت الالتحاق بها، هو العمل الجماعي في سبيل تحصيل القدر الأكبر من العلم والمعرفة؛ فالتجربة الجامعية تجربة اجتماعية بامتياز.
  • اطلع على أحدث المستجدات والاتجاهات في سوق العمل المحلي والعالمي بقراءة الكتب والمقالات والمنشورات ذات الصلة لتوسع نطاق ثقافتك ولتصحح مسارك الأكاديمي إن اقتضى الأمر.

 

موارد الدعم المتوفرة:

يقدم مركز قطر للتطوير المهني مجموعة متنوعة من البرامج والخدمات والمنشورات المصممة خصيصًا لتساعد الطلبة في عملية اتخاذ القرارات الأكاديمية والمهنية، ومنها:

  • دليل التخصصات: وهو المرجع الأشمل والأول من نوعه على مستوى دولة قطر لكل البرامج الجامعية وبرامج الدراسات العليا في الدولة. ويشتمل الدليل على معلومات القبول والاتصال بالجامعات المدرجة، بالإضافة إلى أقسام متخصصة مليئة بالنصائح والمعلومات الواجب اعتبارها لاختيار التخصص الأكاديمي الأمثل لك.
  • قم بزيارة جناح مركز قطر للتطوير المهني الموجود في المعارض الجامعية والمهنية التي تنظمها الجامعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص في الدولة على مدار السنة، وذلك لتستزيد بالمعلومات حول التخصص الجامعي الذي تصبو إليه أو حول بيئة الجامعة ومنشآتها وخدماتها الأخرى.
  • استفد من فرص المعايشة المهنية والتدريب الداخلي التي يوفرها مركز قطر للتطوير المهني باستمرار عبر برامجه المختلفة. كما يمكنك حضور ورش العمل والندوات التي يعقدها والتي تركز على كيفية الإعداد للمرحلة الجامعية، والمهارات الأساسية الواجب امتلاكها.
  • جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية: وهي جلسات فردية يقدمها خبراء مؤهلون في الإرشاد والتطوير المهني للطلبة والخريجين، لتعطيهم توجيهًا شخصيًا يتناسب مع قدراتهم وتوجهاتهم، وتتيح لهم مناقشة تطلعاتهم واستكشاف التخصصات الأكاديمية والمسارات المهنية المحتملة مع خبير مهني قادر على إفادتهم في الوصول إليها.

تذكروا دائمًا أنه لا توجد معادلة ثابتة لاختبار التخصص الجامعي الأمثل، فهي عملية شخصية تختلف من طالب إلى آخر، وتقتضي التأمل في الاهتمامات والسمات الشخصية والطموح لدى كل منكم. فوازنوا بين طموحكم وخبراتكم، واغتنموا هذه الفرصة لتتحاوروا بصدقٍ حول الفرص المتاحة لكم لتستكشفوا السبل الأفضل للاستفادة منها. وختامًا، نتمنى لكم كل التوفيق في هذه الرحلة، ونعدكم بأن نكون معكم وإلى جانبكم خلالها استبشارًا بنجاحاتكم واستعدادًا لما يليها في رحلكم المهنية.