كأس العالم تسهم في تطوير الكفاءات الوطنية

أكد السيد سعد الخرجي – مدير قسم البرامج والخدمات المهنية في مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر، أن بطولة كأس العالم 2022 ستسهم في

تطوير الكفاءات الوطنية من خلال الخبرات التي سيكتسبها الموظفون، مشيراً إلى أن جميع مؤسسات الدولة تقدّر التحديات التي يمكن أن تواجهها خلال انعقاد البطولات الدولية، وتوفّر لها وقتا كافيا لتجاوزها، واتخذت هذه المؤسسات جميع الاستعدادات وأعدت موظفيها للتعامل مع الضغوطات خلال هذه الفترة.

المقابلة

ما هي القطاعات التي يُتوقع أن تشهد نمواً في كأس العالم 2022؟ وهل يقتصر النمو على فترة كأس العالم فحسب؟

قطاع السياحة من أهم القطاعات التي ينبغي أن تتأثر بشكل مباشر باستضافة بطولة من هذا الحجم. فهذه البطولة العالمية تقدم فرصة غير مسبوقة لتسليط الضوء على الإمكانات التي تتمتع بها دولة قطر، والتي تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية عالمية، لها طابع خاص وتجربة مختلفة. وبطولة كأس العالم لكرة القدم ستشكّل نقلة نوعيّة في نمو هذا القطاع. وهو ما ينطبق أيضًا على قطاعي الضيافة والطيران، من دون أن ننسى تطوير قطاع الخدمات ونموه. توجد أيضًا قطاعات أخرى لوحِظ تطوّرها خلال فترة التحضير لاستضافة كأس العالم، كقطّاع البناء والإنشاءات مثلًا، حيث بات مستعدًّا لتنفيذ أي مشاريع مستقبلية وفق أعلى المعايير مع أخذ الاستدامة في التصميم والمواد بعين الاعتبار. بالنتيجة، فإن هذه البطولة هي فرصة مثالية لتسليط الضوء على قطر كوجهة جاذبة للاستثمارات في مختلف المجالات، ومحطّ ثقة من حيث قدرتها على استضافة هذه الاستثمارات بالفعل.

فرص مهنية

كيف تقيّمون الفرص المهنية التي يتيحها هذا الحدث الاستثنائي في دولة عربية وإسلامية؟

هذه هي المرّة الأولى التي تستضيف المنطقة العربيّة والعالم الإسلامي حدثًا من هذا النوع والحجم. ولا شكّ بأنّ الخبرات التي ستُستمدّ من تنظيمه ستشكّل ذخيرةً لهذه الدّول، خصوصاً وأن فوز قطر بتنظيم الحدث عام 2010، اجتذب الآلاف من الشباب من مختلف التخصصات في مختلف القطاعات، سواء في بناء الملاعب وإقامة المنشآت ومشاريع البنية التحتية العملاقة، أو المجالات الهندسية والعلمية، سينقلون ما حصّلوه من خبرات ومعارف إلى بلدانهم عند عودتهم. كما باتت قطر نفسها تتمتع بخبرات رفيعة المستوى في مجال تنظيم وإدارة الفعاليات الكبرى، يمكن لها أن تصدّرها إلى دول المنطقة نظرًا لدورها الريادي في المجال. من هنا نجد أن هذه البطولة أتاحت فرصًا مهنية مختلفة في مجالات متعددة، وأيضًا سمحت للشباب أن يستكشفوا مجالات جديدة، مثل الاستدامة، أو أن يتوجهوا لمجالات علمية تتيح لهم المشاركة في مشاريع تتصل بالتحضيرات لهذه البطولة الكبرى.

ثقافة التطوع

يشارك قرابة 20 ألف متطوع في كأس العالم.. فما أثر ذلك على مسيرتهم المهنية؟

نحن ننظر إلى العمل التطوعي باعتباره أحد أفضل سُبُل تطوير المهارات المهنية. كما تشكّل الفرص التطوعيّة الطريقة الأكثر فعاليةً في إطلاع الشباب على ماهية العمل ومتطلباته ما يساعدهم على رسم مساراتهم المهنية وفق ما يطمحون إليه. وتقديرًا لأهمية العمل التطوّعي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن برنامج المتطوعين لمونديال قطر 2022، متيحًا الفرصة لعشرين ألف متطوع ليعملوا في حوالي 45 مجالًا. وشهد البرنامج إجراء مقابلات مع الآلاف من المرشحين من أكثر من 170 دولة منذ منتصف مايو الماضي، عند افتتاح مركز المتطوعين في الدوحة.

وسيكون لهؤلاء المتطوعين دور محوري وفاعل في مناطق المشجعين وأماكن الإقامة، من خلال تسلمهم ما يزيد على 30 دوراً مختلفاً يقدمون من خلالها الدعم لـ 45 جانبًا تشغيليًا في المواقع الرسمية وغير الرسمية للبطولة، مثل الاستادات ومراكز التدريب والمطارات ومناطق المشجعين والفنادق ومراكز ووسائل النقل العام. وسيترك ذلك تأثيرًا ضخمًا وواضحًا، حيث إن معظم المتطوعين هم من الشباب الذين سيكتسبون مهارات وخبرات تعود بالفائدة على سوق العمل القطري، إذ بات التطوع قطاعًا له قيمة اقتصادية مهمة دفعت بالعديد من الدول الكبرى في العالم إلى إيلائه الاهتمام الذي يستحقه لعلمهم بقيمته الاقتصادية.

فرصة للشركات

كافة مؤسسات الدولة لديها برامج ترتبط بصورة وثيقة بالمونديال، فما أثر ذلك على الموظفين؟

يختلف التأثير المتوقع بحسب نوع البرامج الموضوعة. ولكن العامل المشترك الأكيد بينها هو أن هذه البرامج توفر فرصة للشركات والمؤسسات للاستفادة من هذه البطولة لتطوير مهارات موظفيها، وجعلهم أكثر تفاعلًا.

 الكثير من قطاعات الدولة سيخضع موظفوها لاختبار كبير خلال المونديال.. فهل مسارات التطوير المهني التي تنتهجها هذه المؤسسات كفيلة بضمان تحقيق تطلعات الدولة من هؤلاء الموظفين، وهل يمكن أن يشكل هذا العبء فارقاً جوهرياً في مسيرتهم المهنية؟

من المؤكد أن جميع المؤسسات تقدّر التحديات التي يمكن أن تواجهها خلال انعقاد البطولات الدولية، وتوفّر لها وقتا كافيا لتجاوزها. ولذا، اتخذت هذه المؤسسات جميع الاستعدادات وأعدت موظفيها للتعامل مع الضغوطات خلال هذه الفترة. بالنتيجة، سيسهم هذا الحدث العالمي في تطوير الكفاءات الوطنية من خلال الخبرات التي سيكتسبها الموظفون، وإن واجهت عملية التنظيم بعض التحدّيات أو التقصير، فهذه هي تحديدًا المنفعة المتوقعة من استضافة كأس العالم على صعيد القدرات البشرية، ذلك طبعًا إن أحسنّا تشخيص مكامن التحدّيات، وتعاملنا معها وطوّرنا من أدائنا.

المونديال ينعش اقتصاد المنطقة بأكملها

يؤكد السيد سعد الخرجي أن التأثير المهني للحدث العالمي لم يقتصر على قطر فحسب، ويقول: على الرغم من الاستفادة الكبرى لدولة قطر، بموجب مسؤوليتها الأساسية عن تنظيم وإنجاح هذه الدورة من المونديال، إلا أن الدول المجاورة لنا ستستفيد أيضًا من هذا الحدث، وتحديدًا قطاعات السياحة والسفر والضيافة، حيث ستتوفر للدول القريبة والشقيقة فرصة ترسيخ صورتها كوجهات سياحية، واكتساب فرصة تطوير مهارات مواطنيها في تلك القطاعات.

ويتوقع الخرجي إجمالا أن تسهم بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر في دعم وإنعاش الاقتصاد في المنطقة بأكملها.