فبراير ٢٠٢٤

لأنك تقـــدر

٤:٠٠ مساءاً مبنى "ملتقى" - المدينة التعليمية

مقدمة:
تولي دولة قطر تضمين الأشخاص من ذوي الإعاقة في مكان العمل قسطًا بالغًا من الأهمية، وتتسق توجهاتها في هذا النطاق تمامًا مع الالتزام بالمبادئ العالمية للتنوع. وتضمن هذه الجهود أن تكون القوة العاملة في الدولة ممثلةً لكامل أطياف المجتمع من مختلف القدرات.
ونتيجة التطور المستمر والتبني المتزايد للتعليم الشمولي في دولة قطر، يضطلع مركز قطر للتطوير المهني بمهمة مواصلة هذه الجهود، ويقدّم برنامج “لأنك تقدر” بهدف تعزيز التطوير المهني الشمولي وتمكين فئة ذوي صعوبات التعلم من الاستفادة من خدمات التوجيه والتطوير المهني على أكمل وجه.
صُمم البرنامج لتمكين الأفراد الذين يواجهون صعوبات في التعلم، ويركز بشكل أساسي على تنمية مهاراتهم وقدراتهم الأساسية. وعملًا بمنهجية التكامل الاجتماعي، تقوم استراتيجية البرنامج على الاستفادة من مناسبات الأيام الثقافية والرياضية الوطنية كبوابات لدخول الأفراد ذوي صعوبات التعلم إلى سوق العمل. ويوفر البرنامج بالإضافة إلى ذلك فرصًا تدريبية عديدة تمكِّن المشاركين من المساهمة بفعالية في تنظيم فعاليات الأيام الوطنية والتعامل مع الجمهور، ويُعزز كذلك مهاراتهم الاجتماعية ومهارات التواصل وغيرها من المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل والتفوق فيه.

الأهداف:
“لأنك تقدر” برنامج مكرس لإبراز المواهب الفريدة لدى ذوي صعوبات التعلم، وتوفير بيئات عمل وتدريب شمولية لهم، ودعمهم في مسيراتهم المهنية عبر الإرشاد والتدريب. ويركز البرنامج على تطوير المهارات التقنية والشخصية، وغرس ثقافة التعلم مدى الحياة، وتيسير الانتقال السلس من التعليم إلى سوق العمل. ويسعى البرنامج لتحقيق ذلك من خلال الشراكات التعاونية مع مختلف الجهات والمؤسسات في دولة قطر، وعبر تقديم جلسات التدريب المتخصصة التي يكتسب فيها المشاركون العديد من المهارات الأساسية التي يحتاجها سوق العمل، وتوفير مساحة داعمة تسمح لهم باستخدام تلك المهارات التي اكتسبوها لتكوين خبرات عملية مباشرة، والإسهام لاحقًا بدورهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة.
ويتمثل الهدف الأشمل لهذا البرنامج في إدماج ذوي صعوبات التعلم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة بسلاسة ويسر، وتغيير النظرة المجتمعية وإعادة توجيه الفكر الجمعي تجاههم لرؤية الحجم الحقيقي لقدراتهم وأهميتهم في إثراء سوق العمل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة.

الجمهور المستهدف:
“لأنك تقدر” مصمم لخدمة جمهور محدد وشمولي، ويهدف لتوفير الدعم والتطوير المهني للأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم من عمر 17-30 عامًا. ويركز البرنامج على الأشخاص الذين يعانون من التوحد الخفيف، ومن صعوبات التعلم البسيطة، وأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية تؤثر في قدرتهم على التعلم.

 

وصف البرنامج:

“لأنك تقدر” يتكون من ثلاث مراحل فريدة ومتكاملة:

المرحلة الأولى: مهارات التخطيط المهني، وورش العمل، ومعايير اختيار المشاركين، والتعاون مع الشركاء
تبدأ المرحلة الأولى بإجراء تقييمات شاملة للمشاركين تسبق البرنامج، يتم فيها التركيز على فهم قدرات كل منهم، واهتماماته، ومساراته المهنية المحتملة، واستخدام المعلومات المتحصلة لوضع خطط تطوير مهني شخصية لهم. كما يجري في هذه المرحلة العمل على تزويد المشاركين بمهارات الاستعداد المهني وتعزيز مهاراتهم الشخصية. ومن ثم التنسيق مع المؤسسات الشريكة لتعزيز هذه الخطوات بالتدريب العملي. ويضمن الطابع الشخصي لخطط تطوير المهارات تقديم تدريب مخصص لكل مشارك يتناغم مع قدراته وطموحاته الفريدة. ويلي هذا التدريب التطبيق العملي للمهارات في العالم الحقيقي من خلال المساهمة في تنظيم الفعاليات الوطنية، مما يتيح للمشاركين استخدام مهاراتهم المكتسبة في بيئة داعمة، وأن يسهموا بفعالية واستقلالية في مجتمعاتهم. كما تغطي ورش التدريب المهني مجموعة متنوعة من المهارات الحيوية للنمو الشخصي والمهني، بما في ذلك التواصل الفعّال والعمل الجماعي. ويعتبر هذا النهج متعدد الجوانب في المرحلة الأولى أساسًا قويًا لأي مسار مهني مستقبلي يختاره المشاركون.

المرحلة الثانية: يوم الفعالية
سيعمل المشتركون ببرنامج “لأنك تقدر” على الانخراط في تنظيم الفعاليات الاحتفالية الوطنية بالتعاون مع مؤسسات شريكة لمركز قطر للتطوير المهني، والتي ستنسق توزيع المهام عليهم وفقًا لقدراتهم ووفق توصيات المرشدين والمدربين المهنيين، وذلك لتوفير منصة لإبراز وتطوير قدراتهم. وسيُسهم تخصيص التدريب لكل مشترك وفق اهتماماته بصياغة رحلة مميزة وفريدة لكل منهم في البرنامج وفي الفعاليات التي سيعملون بها. وستُقام أول تجربة من فعاليات المرحلة الثانية خلال اليوم الرياضي للدولة لعام 2024، حيث سيُتاح للمشاركين تجربة مهن ومهام تتعلق بالرياضة كتنظيم الفعاليات الرياضية، والتدريب الرياضي، والصحافة الرياضة.

المرحلة الثالثة: التقييم والاحتفال
وختامًا، تُفرد المرحلة الثالثة من برنامج “لأنك تقدر” للاحتفاء بجهود المشاركين وجمع تعليقاتهم القيمة لتحسين البرنامج. ويتلقى خلالها جميع المشاركين شهادات مشاركة تقديرًا لالتزامهم وللمهارات التي صقلوها خلال البرنامج، كما تُقدم الهدايا للمشاركين من ذوي صعوبات التعلم بناءً على التقييمات المجراة، مع التركيز على الثلاثة الأوائل.
ولضمان استمرار فعالية البرنامج، تُجرى في هذه المرحلة استطلاعات منظمة لجمع تعليقات المشتركين وأسرهم، حيث ستسهم هذه المدخلات القيمة في تحسين النسخ المستقبلية من البرنامج. ومن ثم سينظم مركز قطر للتطوير المهني وسائر المنظمات الشريكة جلسات لاحقة للبرنامج يجري فيها تبادل الآراء والرؤى فيما يتعلق بالتجارب المستفادة وصياغة الخطط للفرص المستقبلية. ومن خلال عملية التقييم التعاوني تلك، يسعى البرنامج للتطور باستمرار ليواكب احتياجات الأفراد من ذوي صعوبات التعلم، وينجح في تمكينهم خلال رحلاتهم المهنية مستقبلًا.