مستقبل العمل .. ما الذي يمكن أن نتوقعه؟

مستقبل العمل

ما الذي يمكن أن نتوقعه؟

ألقت أزمة كوفيد-19 بظلالها القاتمة على حياة الملايين من الموظفين والعمال حول العالم. ففي الوقت الذي اضطر فيه البعض لتغيير نمط حياتهم بشكل مفاجئ وأداء مهام العمل من المنزل، كان على البعض الآخر الاستمرار في العمل في مواقعهم الطبيعية ومحاربة الوباء من الصفوف الأمامية، فيما خسر أيضًا الملايين من الأشخاص وظائفهم بسبب انكماش الاقتصادات وتطبيق سياسات الإغلاقات في محاولة لاحتواء الوباء.

لم ينج أي قطاع من الآثار السلبية للأزمة، كما كان تأثيرها كارثيًا على بعض القطاعات مثل السياحة والطيران، ولكنها بينت للعالم أيضًا مدى أهمية التكنولوجيا في كافة جوانب الحياة.

إذا كنت بالفعل على رأس عملك أو كنت باحثًا عن عمل أو حتى حديث التخرج، فلا شك أن هناك أسئلة عديدة تدور في خلدك بخصوص تطورك الوظيفي وسوق العمل والتوظيف والاقتصاد وكافة الأمور الأخرى المتعلقة بمستقبلك المهني. عملنا في الصفحات التالية على تقديم إجابات عن بعض هذه الأسئلة التي تراودك، وذلك عبر لقاءات مع مجموعة من الخبراء في مجالات الموارد البشرية والاقتصاد والدراسات المستقبلية.


الشيخ جاسم آل ثاني
مساعد مدير عام أول ومدير قطاع الموارد البشرية
البنك التجاري

الجيل الحالي جاهز للتحدي

في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها دولة قطر خلال الأشهر الأولى من أزمة كوفيد- 19، طبق عدد كبير من المؤسسات بنجاح نظام العمل من المنزل، ولكن التجربة لم تخل من بعض التحديات. كما ألقت الأزمة بظلالها على سوق العمل وانخفضت معدلات التوظيف، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بين الخريجين الجدد والباحثين عن عمل حول مستقبلهم. تحدثنا مع الشيخ جاسم آل ثاني، مساعد مدير عام أول ومدير قطاع الموارد البشرية في البنك التجاري، للاطلاع على تجربة مؤسستهم مع تطبيق نظام العمل من المنزل خلال الأزمة، ونصائحه للموظفين والباحثين عن عمل خلال الفترة الحالية.

رغم تطبيقه نظام العمل من المنزل على معظم موظفيه، نجح البنك التجاري في الحفاظ على جودة الخدمات التي يقدمها بفضل اعتماده على بنية تحتية قوية وأسس رقمية فاعلة، إلى جانب تطبيقه لمجموعة من الاستراتيجيات والإجراءات المبتكرة التي أسهمت في تتويجه بعدة جوائز خلال عام 2020، من بينها جائزة ”التميز في القيادة“ على مستوى الشرق الأوسط من مجلة يوروموني، وجائزة ”الابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية“ على مستوى الشرق الأوسط من مجلة ذا بانكر.

ويرى الشيخ جاسم أن أي مؤسسة بإمكانها أن تحقق نتائج جيدة عبر نظام العمل من المنزل إذا توفرت الأدوات وسبل الاتصال والمساحة المناسبة للعمل في المنزل، بشرط الالتزام من قبل كلا الطرفين. كما يوجه الشيخ جاسم النصائح التالية لكل موظف يسعى لأداء مثالي خلال العمل من المنزل: ”احرص على أن تكون منضبطًا ولا تدع الظروف تؤثر على أدائك. ارتد الزي المناسب للعمل، واحرص على أن تبدأ العمل وتنهيه خلال ساعات الدوام العادية. ابدأ اليوم باتصال أو اجتماع مع مسؤولك المباشر في العمل، وانهه بنفس الطريقة. وإذا أكملت المهمة التي بين يديك، اطلب المزيد وأنجز المزيد! حافظ على الثقة المتبادلة بينك وبين رؤسائك في العمل، وابذل دومًا قصارى جهدك. احرص على التميز ودع أدائك يتحدث عنك، وسوف تتعلم وتتطور وتكتسب الخبرات أثناء ذلك“.

ورغم أن أزمة كوفيد- 19 أدت إلى إبطاء عملية التوظيف في معظم المؤسسات، يعتقد الشيخ جاسم أن الجيل الحالي من الخريجين جاهز للتحدي الذي فرضته الأزمة، حيث يقول: ”الجيل الحالي أكثر استعدادًا وجاهزية مما نعتقد. لقد شهد العالم العديد من التغيرات، وستحتاج الشركات لإعادة هيكلة من أجل الاستجابة لهذه التغيرات وتلبية متطلبات السوق بشكل فعال وآمن، وهو ما يعني بالضرورة تطوير قدراتها في المجال الرقمي، والجيل الجديد موجود وجاهز لمساعدتها في ذلك“.

هناك تساؤلات عديدة يطرحها الخريجون حاليًا هي: ما الذي سيحدث عند تقدمي لوظيفة؟ هل من الممكن أن تكون المقابلة الشخصية رقمية؟ وما أهم ما تبحث عنه المؤسسات لدى الخريجين؟ جوابًا عن ذلك، يرى الشيخ جاسم أن المقابلات عن بعد والاجتماعات الافتراضية مع الباحثين عن عمل من الممكن أن تفي بالغرض في التعرف على المتقدمين للوظائف وتقييمهم بشكل سليم، في حين يعتبر أن ”شغف التعلم“ واحدٌ من أهم الصفات التي يجب أن يظهرها المتقدمون للوظائف، حيث يوضح: ”يمكن وصف شغف التعلم بأنه السعي الدائم للتعلم عبر التجارب ومصادر المعرفة، وأن تطبق ما اكتسبته من تلك الخبرات لإيجاد الحلول خلال أي مواقف جديدة تتعرض لها. يجب ألا ترضى أبدًا بالأداء الجيد فقط وأن تبحث دومًا عن المعرفة والتميز، فالتعلم لا يتوقف عند ما تعلمته أكاديميًا. لا تضع حدودًا لقدراتك في التعلم وأطلق العنان لإمكاناتك“.

وفي الختام يوجه الشيخ جاسم النصائح التالية إلى كل خريج جديد يأمل في تحقيق النجاح خلال مسيرته المهنية: ”اصنع خبرتك بنفسك، ولا تتوقف عن التعلم، وواصل تطوير نفسك دائمًا، واسعَ لكي تكون الأفضل في مجالك. إذا أردت أن تبحث عن وظيفة أو أن تغير مسارك الوظيفي، ابحث عن الوظيفة التي ستثري من خلالها خبراتك وليس التي ستحقق من خلالها أعلى دخل مادي“.


 

الدكتورة العنود المعاضيد
أستاذ مساعد في الاقتصاد
جامعة قطر

الاقتصاد القطري قادر على تجاوز الأزمة

تسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في خسائر اقتصادية فادحة لمعظم دول العالم، بالأخص تلك التي اضطررت لتطبيق إغلاقات كاملة في محاولة لاحتواء الوباء وتخفيف الضغوط على أنظمتها الصحية. كما تراجعت في الوقت نفسه معدلات التجارة الدولية وتعرضت بعض القطاعات مثل السياحة والطيران لصدمات هائلة. وقد توقع البنك الدولي في يونيو الماضي انخفاض الناتج المحلي العالمي لعام 2020 بنسبة 5.2%، وهو ما يعني أسوأ كساد اقتصادي عالمي منذ عقود. في دولة قطر، كانت الأضرار الاقتصادية أقل من نظيرتها في دول عديدة بفضل الإدارة الحكيمة للأزمة. فعلى الرغم من تطبيق إجراءات احترازية ووقائية صارمة، كان هناك حرص على تطبيق الإغلاق بشكل جزئي، كما طبقت الحكومة إجراءات اقتصادية تركزت في مجملها حول دعم ومساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في استمرار نشاطها. وإلى جانب ذلك، كان للخبرة التي اكتسبتها الدولة في التعامل مع الحصار الجائر منذ 201 7 أيضًا دور في تخفيف الأضرار الاقتصادية. وتوضح الدكتورة العنود المعاضيد، الأستاذ المساعد في الاقتصاد بجامعة قطر: ”أسهمت الأزمة المفاجئة التي سببها الحصار في تعزيز استقلال دولة قطر اقتصاديًا وتقوية دورها وكيانها المستقل في المحافل الدولية والاقتصادية. كما أن الحصار أكسب الدولة وأجهزتها الحكومية مرونة وقابلية للتطوير والتحديث والتعامل مع الأحداث الطارئة بحسب الحاجة، وقد ظهر ذلك جليًا في قدرة البلاد على تخفيف الآثار الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا“.

وعملت دولة قطر في أعقاب الحصار على تنمية القطاعين الزراعي والصناعي لتحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي وتعزيز المخزون السيادي لتلبية احتياجات البلاد في أوقات الأزمات، حيث ارتفع نمو حجم الاستثمار الزراعي خلال العامين 201 8 – 201 9 بنسبة 120 %. كما حقق الناتج المحلي الزراعي معدلات قياسية، حيث بلغت قيمته في يوليو الماضي 390 مليون ريال قطري. وعن ذلك تقول الدكتورة العنود: ”تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا قويًا على انتهاج دولة قطر سياسات جديدة تسعى إلى دعم الإنتاج الزراعي المحلي، وقد ساهمت الأزمة الحالية في التأكيد على أهمية الاستثمار في القطاع الزراعي وضرورته، كما أن ارتفاع الناتج المحلي الزراعي خلال الأزمة دليل على أن الاستثمار في هذا المجال سيستمر في الارتفاع بعد أن لمس المستثمرون ورجال الأعمال الفوائد العائدة من الاستثمار في هذه القطاعات السيادية“.

كان قطاع الصناعة في دولة قطر قد حقق أيضًا نموًا ملحوظًا عقب أزمة الحصار حيث ارتفع إجمالي حجم الاستثمارات فيه مع نهاية عام 201 9 ليبلغ 262 مليار ريال، أي بزيادة تعادل 3.5 % مقارنة بالعام 2018. وتشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن التعليم يلعب دوًرا كبيرًا في استقرار وتطور الاقتصاد على المستوى الوطني، وذلك لأسباب عديدة من بينها مساهمته في إدخال التكنولوجيا المتطورة في آليات الاقتصاد ومنشآته، وزيادة إنتاجية رأس المال البشري، والتوزيع العادل للدخل القومي بين أفراد المجتمع. وتشدد الدكتورة العنود على ذلك حيث تقول: ”لا يمكن دفع عجلة التنمية للأمام في كل المجالات الاقتصادية بدون توفر الأيدي العاملة الوطنية المؤهلة، ويضع هذا القطاع التعليمي والتدريبي في مقدمة القطاعات التي ينبغي التركيز عليها، وكذلك فإن العديد من القطاعات الأخرى المهمة والتي تساهم في الاكتفاء الذاتي واستقرار الاستهلاك المحلي مثل القطاع الزراعي والصحي تعتبر عاملً أساسيًا في ثبات وديمومة استقرار الاقتصاد المحلي. كما أن تعزيز البنية التحتية للدولة يسهم بشكل كبير في جلب رؤوس الأموال وتعزيز الاستثمار المحلي في كل المجالات الخدمية والسياحية والصناعية والزراعية والتعليمية“.

وترى الدكتورة العنود أن على الطلاب آلا يدعوا الأزمة الحالية تقف عائقًا أمام طموحاتهم المهنية وأن يستمروا في رسم خططهم المستقبلية بما يتوافق مع آمالهم وطموحاتهم، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات السوق المحلي من الوظائف والأعمال، وتوضح: ”أثر الجائحة على المدى الطويل محدود وسيأتي الوقت الذي يستطيع فيه العالم أن يتغلب على هذه الأزمة الصحية لتصبح من الماضي. لكن يبقى من المهم أن يجد الناس طريقة في التعايش مع مثل هذه الأزمات في المستقبل، ولا أعتقد أن يؤثر ذلك على التخصصات العلمية ومجالات العمل المتوفرة في السوق المحلي حاليًا بل على العكس، فإن التعايش مع هذه الأزمات ينتج عنه تخصصات ومجالات أعمال جديدة لم يكن العالم يدرك أنه بحاجة إليها من قبل“.


جيروم غلين
خبير الدراسات المستقبلية
مؤسس مشروع الألفية

مستقبل جديد للمهن

سلطت أزمة كوفيد- 19 الضوء بقوة على أهمية التكنولوجيا وتأثيرها في العمل، فبدونها لما استطاع العالم التعايش مع الوباء القاتل، ولتوقفت عجلة الإنتاج بالكامل وكان تأثير الأزمة أكثر سوءًا على المستوى الاقتصادي. لكن الحديث عن تأثير التكنولوجيا على العمل يحب ألا يقتصر على ما استفدناه منها خلال الأزمة، بما في ذلك تمكين ملايين البشر من العمل من المنزل عبر الإنترنت، إلى جانب إنقاذ صناعات عديدة من خسائر فادحة باعتمادها على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتيات، والسبب أن التأثير المستقبلي المتوقع لها قد يغير تمامًا مفهومنا عن العمل. فخلال العقود المقبلة من المتوقع أن تختفي بعض المهن وأن تظهر مهن جديدة بسبب التكنولوجيا، إلى جانب تأثيرها بالطبع على الطريقة التي تمُارس بها معظم المهن الأخرى.

البعض يعتقد أن التجارة العالمية وإحلال الوظائف قد يكونا من أهم أسباب ارتفاع معدلات البطالة في المستقبل، ولكن الحقيقة هي أن التشغيل الآلي المعتمد على التكنولوجيا بدون تدخل البشر سيكون العامل الأكثر تأثيرًا على مستقبل المهن، وذلك حسبما يشير السيد جيروم غلين، مؤسس ”مشروع الألفية“ – وهي مؤسسة فكرية مختصة بالدراسات المستقبلية تعمل على دراسة وتحليل التحديات التي تواجه البشرية من أجل العمل على إيجاد حلول لها بهدف بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة – حيث يقول: ”لن تكون المشكلة الرئيسية في تقنية الذكاء الاصطناعي المحدود  (ANI) التي يمكنها أن تحل محل البشر في القيام ببعض المهام مثل قيادة شاحنة، أو تشخيص مرض، أو إجراء مقابلة مع شخص. فهذا الأمر متوقع على أية حال وبإمكاننا الاستعداد له ومواجهة تأثيره“.

”التهديد الحقيقي سيأتي بعد 10 أو 20 سنة من الآن، عندما ننتقل إلى ما يسمى ”الذكاء الاصطناعي العام“، وهو نوع أكثر تطوًرا من الذكاء الاصطناعي يُمكن الآلات والبرمجيات من التعامل مع المشكلات غير المعتادة بطرق فريدة، تمامًا كما نفعل نحن البشر. ويعني ذلك أنه سيكون قادًرا على القيام بمهام أكثر تعقيدًا! وعندما يتحد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مع تقنيات ناشئة أخرى مثل إنترنت الأشياء على سبيل المثال، ستختفي العديد من الوظائف أو على الأقل سيقل الطلب عليها“.

عقب دراسة دولية امتدت لثلاث سنوات، أصدر مشروع الألفية تقريرًا بعنوان ”العمل والتكنولوجيا 2050: سيناريوهات وإجراءات“، توقع من خلاله ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل العمل بعد ثلاثين عامًا من الآن. كما تضمن التقرير 93 إجراءًا مقترحًا لمساعدة  الحكومات والشركات ومختلف القطاعات في الاستعداد بشكل أفضل لتأثير التكنولوجيا المحتمل في مستقبل العمل. ويوضح السيد غلين: ”لا يمكن أن يتفق الجميع على كافة الإجراءات التي اقترحناها في التقرير، ولكننا نعتقد أن تنفيذ أكبر عدد منها سيجعل عملية الانتقال إلى المرحلة المقبلة أكثر سلاسة. ما زال لدينا الوقت للعمل معًا وإيجاد الحلول من أجل بناء مستقبل أفضل“.

وينصح السيد غلين أي شخص يحتاج لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن مستقبله المهني خلال الفترة الحالية، بألا يدع أزمة كوفيد- 19 تؤثر على قراراته، حيث يقول: ”عليك أن تتبع شغفك، وأن تختار مجالً تحبه وتجد نفسك قادًرا على التميز فيه. إذا استمعت لنصائح الأشخاص الناجحين في مختلف المجالات ستجد أن معظمهم اتبعوا شغفهم. لقد أصبح العالم أكثر تعلمًا وأكثر اتصالً من أي وقت مضى، والإنترنت يوفر لك فرصًا غير محدودة للنمو. إذا كنت تمتلك مهارة أو حتى هواية معينة تحبها، بإمكانك أن تعمل على تطويرها بشكل تدريجي، وعندما تتمكن منها، عليك النظر للعالم كله كمكان لتسويق مهاراتك وخبراتك، بدلً من الركض خلف وظيفة معينة ربما تكون غير متوفرة. أدرك أنها نصيحة قد تبدو غريبة للبعض. ولكن فكر جيدًا، إذا حققت ذلك فستكسب رزقك من خلال اتباعك لشغفك“.

ولكن السيد غلين يرى أن بناء أجيال تنظر لمفهوم العمل بهذه الطريقة سيحتاج لتغييرات جذرية في أنظمة التعليم، حيث يوضح: ”تكمن المشكلة في أننا ما زلنا نعلم الطلاب أموًرا مثل البحث عن وظيفة والتدرج في السلم الوظيفي متجاهلين في الوقت نفسه أن كل طالب يمتلك شخصية وإمكانات مختلفة عن أقرانه. يحتاج التعليم للتركيز على مساعدة الطلاب في تعلم مفهوم تحقيق الذات، وفي التعرف على أنفسهم بشكل أفضل، أو بمعنى أدق التعرف على اهتماماتهم ونقاط قوتهم ومساعدتهم في تطويرها، إلى جانب النظر إلى العالم كسوق محتمل لمهاراتهم“.

لمعرفة المزيد عن التقرير الذي أصدره “مشروع الألفية” بعنوان: “العمل والتكنولوجيا 2050: سيناريوهات وإجراءات”: اضغــط هنـــا