العناية بصحتك النفسية والبدنية في المكاتب العصرية

ها أنت قد تخرجت للتو، ولديك الكثير لتتعامل معه في بيئة العمل، وها هو العمل الشاق قد بدأ على ما يبدو مع وظيفتك التي حصلت عليها بعد أشهر قضيتها في إجراء المقابلات المهنية وإعادة كتابة سيرتك الذاتية مرات لا حصر لها. لكن في أثناء شغفك لإثبات نفسك، احذر الوقوع في فخ إحراق نفسك ذهنيًا وبدنيًا. إليك بعض الطرق الفاعلة التي يمكنك من خلالها تجنّب الإرهاق الذهني والبدني في بيئة العمل التنافسية:

لا تتردد في طلب المساعدة

بصفتك خريجًا جديدًا، ربما تُحجم بعض الشيء عن طلب المساعدة خشية أن يتولّد لدى الناس انطباع بأنك تنقصك الكفاءة. وبرغم ذلك، لا بد لك من طرح الأسئلة والاستفسارات إذا كان لديك ما يحتاج إلى توضيح. مديرك في العمل يفضّل أن تطرح عليه أسئلة بدلًا من أن تضع افتراضات قد تؤدي إلى أخطاء؛ كما أن طلب المساعدة سيبدو بمثابة مبادرة من جانبك لإنجاز الأمور على النحو السليم لفائدة الفريق. لذا، لا تتردد في أن تسأل عن أي شيء لست واثقًا منه.

كن منظّمًا

لنكن واقعيين، تحتاج إلى التعامل مع الكثير من المعلومات بشأن طبيعة عملك والقسم الذي تعمل فيه، ولن يكون عقلُك قادرًا على استيعاب هذه المعلومات كلها في الأسابيع القليلة الأولى من عملك. ينبغي لك حينئذ أن تدوّن الأشياء المهمة، لتنظر إلى ما دونته لاحقًا وتتمكن من استيعاب المعلومات بشكل أفضل. ويمكنك أيضًا الاستعانة بأدوات التخطيط اليدوية أو المتاحة على الإنترنت في تتبّع مهام العمل الخاصة بك (مثل أداتي Timeful و Easily Do، وكلاهما متاح على نظام تشغيل iOS)، فمن خلالها يمكنك تسجيل المهام القريبة وطويلة الأجل، إضافةً إلى المهام اليومية، وهذا سيساعدك في إدارة أعباء العمل علاوةً على تخفيف الضغوط، لتنجح في إنجاز المهام كلها مع نهاية اليوم!

تمشى قليلًا

على الرغم من أنك قد تميل إلى البقاء خلال وقت الغداء لمتابعة كل ما قد يصلك من معلومات جديدة (أو ربما لإثارة إعجاب مديرك!)، قدّم لنفسك خدمة بدلاً من ذلك بأن تأخذ قسطًا من الراحة. إن تغيير البيئة المحيطة أثناء مشيك لتناول الغداء له فوائد كثيرة، لا سيّما إذا كنت تشعر بالإجهاد؛ أضف إلى ذلك الفوائد التي تجنيها من بعض تمارين تمديد العضلات البسيطة. كما أن أي شكل من أشكال الحركة يساعدك في أن تصفي ذهنك المثقل بأعباء العمل، ويعيد لك التركيز عند عودتك إلى مكتبك.

ابق على تواصل مع الأصدقاء والعائلة

من أجل الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الخاصة، وتعزيز الصحة النفسية، من المهم قضاء بعض الوقت مع أحبائك خارج مكان العمل. فمهما كنت منشغلًا بعملك الجديد، ينبغي لك أن تخصّص بعض الوقت لتبقى على تواصل مع الأصدقاء والعائلة. ومن المهم أن يكون بينك وبين العمل فاصلًا لبعض الوقت. وقد يساعدك الأصدقاء والعائلة في توفير هذا الفاصل الذي تحتاجه بشدة.

الدكتورة طاهرة خرم، طبيب أول في إدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة بمؤسسة قطر، تقدم لك هذه النصائح الإضافية لتتمتع بالسعادة والصحة الوفيرة في مكان العمل:

  • تناول إفطارًا جيدًا (غنيًا بالألياف والبروتينات المنوعة)، وتناول وجبات عديدة خفيفة على مدار اليوم (بدلًا من وجبة ثقيلة واحدة)، وقلّل من تناول الكافيين (خاصة إن كانت المعدة فارغة)، واشرب الكثير من الماء، وقلّل من الأطعمة السكرية.
  • إن كانت وظيفتك تتطلب منك الجلوس في المكتب لفترات طويلة، فعليك أن تأخذ فترات راحة منتظمة لتحريك جسمك وتمديد عضلاتك.
  • إذا أصبحت في العمل مرهقًا ومثقلًا بالمهام الكثيرة، تمهل قليلًا وحاول التركيز على شيء واحد فقط تفعله في كل مرة، بدلًا من القيام بمهام متعددة.
  • إذا كنت تحدق في شاشة حاسوب طوال اليوم، فاضبط إعدادات الشاشة وعدّل سطوعها بحيث لا تشكّل ضغطًا على عينيك، وينبغي أيضًا أخذ فترات راحة منتظمة بعيدًا عن الشاشة.
  • إذا شعرت بالخمول في الصباح، فمن المحتمل أن تكون المشكلة قد بدأت في الليلة السابقة. عليك قبل النوم أن تغلق جميع الجوالات والأجهزة المحمولة، وأن تبعدها عن سريرك. احظ بما لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات من النوم، فذلك من شأنه أن يجعل يومك الجديد مليئًا بالحيوية.
  • احرص على إجراء الفحوصات الطبية بصفة منتظمة، حتى وإن كنت تشعر باللياقة والقوة، فأحيانًا لا تكون على دراية ببعض أوجه القصور، مثل نقص فيتامين “د” أو فقر الدم.