واصل السعي لتحقيق حلمك المهني

 

لو أتيح لك أن تكون أي شخص أو أي شيء تريده في هذا العالم، فماذا تريد أن تكون؟ أجب على هذا السؤال، وسوف  تساعدك الإجابة في شق طريقك نحو مسيرة مهنية مجزية تحقق لك السعادة.

 

لاي حصل كل من تخرج على مهنة أحلامه فوًرا. وليس سهلًا بالنسبة لكثير من الخريجين اتخاذ قرار بشأن المسار المهني الذي يلبي احتياجاتهم ويتناسب مع اهتماماتهم. بيد أن اتخاذ قرار بشأن الطريق الذي تسلكه لا يقتصر على مجرد اختيار  المسار التعليمي فحسب؛ فثمة جوانب كثيرة في القرار تعتمد على إدراكك لصفاتك وشخصيتك، وفهمك لأهدافك في الحياة؛ أو بمعنى آخر، تتعلّق بالشغف الذي تسعى لإرضائه.

 

فوفقًا للدكتور تاج السر كردمان، مستشار التنمية المهنية بمركز قطر للتطوير المهني، يصبح استكشاف المهنة التي تحلم بها أمرًا سهلًا إذا اتّبعت مساًرا مهنيًا مبنيًا على الإرشاد والتوجيه، من خلال طرح بعض الأسئلة البسيطة.

 

ويقول الدكتور كردمان: “عليك ببساطة أن تجيب على أسئلة ثلاثة تتعلق بك، وهي: ما أكثر شيء تحب القيام به؟ وما المهن التي تحب فيها استخدام مهاراتك؟ وما السبيل إلى هذه المهن؟”

 

كما ينصح الدكتور كردمان من يبحثون عن إجابات لهذه الأسئلة، بالحصول على التوجيه والإرشاد من مركز قطر للتطوير

المهني، قائلاً: “لدى مركز قطر للتطوير المهني برامج فريدة صُممت خصيصًا للإسهام في تزويد الخريجين بالتوجيه الواقعي والعملي. وتساعدك هذه البرامج في التعرّف على المهارات التي تستمتع باستخدامها أكثر من غيرها، وعلى أفضل مجال ممتع توظّف فيه هذه المهارات”.

 

ولمساعدتك في البدء، يوصي الدكتور تاج السر بأن تأخذ النقاط التالية في الحسبان:

 

اعرف قيمة ما تحلم بتحقيقه

ما الذي تمنيت دائمًا أن تفعله؟ هل أردت أن تسافر هنا وهناك في العالم؟ أو أن تؤلف كتابًا؟ أو أن تبدأ مشروعًا تجاريًا خاصًا  بك؟ ليس مهمًا ماهية الحلم الذي تحلم به، بقدر ما هو مهم ألا تتخلى عنه. دوّن هذه الأشياء كلها ثم انتقل للخطوة التالية.

 

حدّد اهتماماتك

من أجل تحديد اهتماماتك، اكتب قائمة بكل ما تستمتع بالقيام به، كالسفر مثلًا، أو الكتابة، أو الرياضة، وما إلى ذلك. ومهما كان ما ستدرجه على قائمتك، فلا يوجد صواب أو خطأ به؛ فقط دوّن كل ما يقع في إطار اهتماماتك. وبعد ذلك فكّر في كل ما يمكنك القيام به من أعمال قد تقع ضمن إطار اهتماماتك هذه.

 

قيّم مهاراتك

تتمثل الخطوة التالية في اختيار مسارك المهني في التعرف على المهارات التي تجيدها. وليست المهارات المؤشر الأهم

لتحديد المهنة التي ينبغي لك ممارستها؛ لأن المهارات، شأنها شأن القدرات التي تأتي بالفطرة، يمكن تطويرها من خلال

التوجيه والرعاية. إن الوقوف على حدود قدراتك ومهاراتك وفهمها بوضوح سوف يسهم في توجيهك نحو المهنة الأسهل

بالنسبة لك؛ لكن هذه المهارات والقدرات لا بد أن تكون تنافسيةً ومطلوبةً في مكان العمل. اسأل نفسك الأسئلة الآتية من أجل تقييم مهاراتك وقدراتك:

_ما الأعمال التي تحسن القيام بها؟

_ما الأنشطة التي تمثّل أكبر تحد لك؟

_إذا أمكنك أن تكون أفضل في شيء ما، فأي شيء تختار، ولماذا؟

 

اعرف نفسك أكثر

ثمة أدوات متعددة لتقييم الشخصية تمنحك بصيرة نافذة في معرفة القيم التي تتبعها، وأسلوب العمل الذي تحب أن تسلكه، والأمور التي تضطر للقيام بها حتى وإن لم تحصل على أي عائد مادي بالمقابل. ومن هذه الأدوات: مؤشر مايرز بريغز لتحديد نوع الشخصية، ونظرية تحديد الشخصية لكيرسي. هاتان الأداتان مفيدتان جدًا لمعرفة المزيد عن نفسك.

 

القيم والمبادئ

اقض بعض الوقت في تحديد قيمك ومبادئك وتقييمها. واسأل نفسك عن ماهية ما تعتقد به، والمبدأ الذي تعيش لأجله، والقيم التي تعجبك، وأعد قائمة بأهم 10 قيم. وكمثال على هذه القيم والمبادئ: الثقة، والاحترام، والإنصاف، والمشاركة المجتمعية. وتسهم قيمك بدور كبير في سلوكك ومواقفك، وترشدك إلى اختيار المهنة المناسبة.

 

المؤهلات العلمية

لا ريب في أن مؤهلاتك العلمية مفتاح لخيارات مهنية كثيرة. فتلك المؤهلات، الموثّقة بشهادات، جنبًا إلى جنب مع إدراكك لقدراتك الكامنة، تجعل مزاولة المهنة التي تحلم بها أمرًا قريب المنال.

 

اختيار المسار الصحيح

يبدأ التخطيط المهني الناجح باستكشاف اهتماماتك ومهاراتك وقيم العمل لديك. ولأجل هذا الغرض، يقدّم مركز قطر للتطوير

المهني نظام التوجيه المهني، الذي طوّره بالشراكة مع مؤسسة كودر، إحدى المؤسسات الرائدة في مجال التخطيط المهني. يتيح هذا النظام آلية تخطيط وتقييم مهني شاملة للطلاب والمعلمين والمرشدين والمستشارين ومسؤولي الموارد البشرية، ويُستخدم لإجراء تقييمات موثوقة تستكشف الخيارات المهنية والتعليمية الواسعة، ويساعد في البحث عن البرامج والمنح الدراسية الملائمة، وذلك لتحديد أفضل مسار مهني يناسبك أو يناسب من أنت مسؤول عنهم.

 

يهدف نظام التوجيه المهني إلى تزويد الأفراد بالمهارات الأساسية والمعرفة اللازمة للتخطيط والمشورة المهنية، وإمدادهم

بالأدوات والأنشطة التي تساعدهم في بدء مسيرة مهنية والاستمرار فيها. هذه التقييمات تحدّد شخصيتك وما ينبغي أن تكون عليه مهنتك، وتساعدك في البحث بأن تجعل ما تسعى إليه من مهنة أو مجال أو دراسة باديًا أمامك، مع التركيز على الخيارات المفيدة لك، والخيارات المهمة التي ربما لم تأخذها في الحسبان.

 

نظام التوجيه المهني متاح على الإنترنت، ويحتوي على ست وحدات لتقييم المهارات والاهتمامات بما يتماشى مع الخيارات المهنية، وخيارات التدريب والتعليم، واختيار المدارس والمنح الدراسية، والتخطيط للعمل، والحصول على مهنة. يساعدك هذا النظام في كل شيء، بدءًا باكتشاف الخيارات المهنية المناسبة، وصولًا إلى إيجاد الفرص المهنية، وكتابة السير الذاتية وخطابات التعريف.