كيف تتعامل مع الفشل

اجعل الفشل حافزًا لتحقيق النجاح

 

في كثير من مجالات الحياة، تجد أن القليل من الأشخاص هم من ينجحون في بلوغ القمة ويسطرون إنجازات لم يسبق لأحد تحقيقها. عندما تستوضح مسيرة هؤلاء الأشخاص عن كثب ستجد أن طريقهم لم يكن أبدًا مفروشًا بالورود، وأن هناك العديد من أوجه الشبه في ما يتعلق بالخطوات التي اتخذوها رغم اختلاف مجالاتهم. فجميعهم لم يحققوا إنجازاتهم إلا بعد التخطيط السليم واكتساب المعرفة اللازمة والتفاني في العمل والمثابرة، مع التركيز دومًا على الهدف النهائي.

ولكن هناك أيضًا عامل مشترك شكّل على الدوام حافزًا مهمًا في مسيرتهم – إنه الفشل! ليس من بين هؤلاء من حقق النجاح من محاولته الأولى، بل إن مسيرتهم اقترنت في أوقات كثيرة بلحظات تعثر، وفي أحيان أخرى لم يكن أمامهم أية بارقة أمل. ولكن الفارق الأساسي بينهم وبين أي شخص عادي يكمن في تعاملهم مع هذا الفشل واستثماره لتغيير استراتيجيتهم وتصحيح مسارهم. إنهم ببساطة لا يرون في الفشل أكثر من مجرد خبرة اكتسبوها ليوظفوها في تحقيق أهدافهم.

بكل تأكيد، ليست هذه دعوة للتعثر ومحاكاة العظماء في فشلهم، بل على العكس تمامًا، ندعوك هنا لعدم الاستسلام والمثابرة والتصميم على بلوغ هدفك. القصد هو ألا تمنح الإحباط فرصة للسيطرة عليك إذا فشلت يومًا في تحقيق ما تصبو إليه. وإن رسبت في اختبار أو اتخذت قرارًا خاطئا خلال العمل أو فشل مشروعك التجاري، فإن هناك دائمًا طريقة للتعافي وملامسة طريق النجاح.

إليك سبع خطوات بسيطة تساعدك في السيطرة على الموقف والنهوض مجددًا:

    • تحمل المسؤولية: الأمر لن يأخذ منك الكثير من الوقت! ينبغي أن تعلم أنك الوحيد القادر على مساعدة نفسك في إيجاد الحلول وتغيير وضعك الحالي. عليك أن تعترف في قرارة نفسك بأنك ارتكبت خطأً في وقت ما. ربما اتخذت قرارًا غير صحيح أو لم تختر الوقت المناسب أو تهاونت قليلًاً. وحتى لو لم تكن أنت السبب المباشر لما حدث، أو قد يكون هناك تأثير لأي عوامل خارجية، فإنك إن أتحت لتلك العوامل فرصة التأثير عليك بشكل سلبي، فستكون بذلك قد أخطأت. أصبحت الآن تمتلك الخبرة، ويمكنك الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة حالات الفشل المحتملة في المستقبل.
    • حلل الموقف: لا تستمر في تعذيب نفسك وتغرقها في إحباطات الماضي. عليك بدلًا من ذلك أن تحلل الموقف الحالي وتمعن التفكير في الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة. راجع خطواتك وتساءل: هل بذلت المجهود المناسب؟ هل منحت الأمر الوقت الكافي؟ هل خططت جيدًا؟ هل التزمت بخطتك؟ هل كنت تمتلك المعلومات الكافية؟
    • كُن إيجابيًا: تفاءل بالخير! تخلص من جميع المشاعر السلبية، فلا مكان للحزن أو الغضب إذا أردت أن تعالج الموقف، ولا مكان أيضًا للخوف من الفشل مجددًا، فكل ذلك يقف عائقًا أمام قدرتك على الإبداع وإيجاد الحلول، كما أنه يستهلك طاقتك التي من المفترض أن توجهها نحو تحقيق الهدف الجديد.
    • اتخذ القرار: تلك هي اللحظة الفارقة! والأمر لن يستغرق سوى ثوانٍ معدودة. اتخذ قرار تجنب أخطاء الماضي وأعد المحاولة، حتى لو تطلّب الأمر العودة إلى نقطة البداية؛ فالفشل الحقيقي هو السقوط مع عدم محاولة النهوض من جديد!
    • استفد من خبرات الآخرين: تحدث مع أصحاب الخبرة، مثل المعلمين أو المديرين أو أصحاب المشروعات الناجحة. احصل منهم على نصائح قد تفيدك في التخطيط بطريقة سليمة هذه المرة. اقرأ السير الذاتية لمن سبقوك في تحقيق إنجازات في نفس المجال الذي تسعى لتحقيق النجاح فيه. الأمر لن يمنحك فقط رؤية واضحة لما ينبغي عليك القيام به، بل سيحفزك أيضًا على بذل المزيد من الجهد. ويكفي أن تعلم مثًلا أن توماس إديسون احتاج لما يقرب من ألف محاولة فاشلة قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي. غير أن هذا العالم لم ينظر أبدًا إلى هذه المحاولات على أنها رديفة للفشل، بل اعتبرها مجرّد خطوات على درب تحقيق هدفه.
    • ضع خطة جديدة: الآن وبعد أن حصلت على كافة المعلومات التي تحتاجها وتعلمت من أخطاء الماضي، خطط لبلوغ هدفك الجديد. ضع خطة طويلة الأمد وحدد المهام المطلوبة لتحقيقها. اختر هدفًا كبيرًا تجد في نفسك شغفًا لتحقيقه، ولكن اجعله مرًنا، فعند بدء التنفيذ وتقييمك للأمور من وقت لآخر قد تضطر لتغييره أو تعديل خطتك.
    • اعمل بجد: الانغماس في العمل هو ما سيجعلك تنسى الماضي وتبدأ البناء مجددًا. ركز على نفسك وليس على ما حققه الآخرون. وارد أن تشعر بالملل أحيانًا، وعليك حينها أن تذكّر نفسك بالهدف الكبير، أبقه دائمًا في مخيلتك، وأخلص لعملك؛ فتقدمك ولو بخطوات صغيرة نحو هدفك، سيمنحك القوة للاستمرار، ومع مرور الوقت ستتحول جهودك إلى خطوات عملاقة وستحقق ما تصبو إليه.