كيف … تتكيّف مع التغيير

 

 

من المهم في الوقت الحالي الذي تتسم فيه الأسواق بالتقلب والمنافسة الشديدة أن تتصف المؤسسات بالمرونة الكافية مع التغيير لكي تحقق الربح والإنتاجية العالية.

لطالما أثارت إدارة عملية التغيير جدلاً بين الدارسين: كيف يمكن لأصحاب الأعمال تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق عملية تغيير ناجحة؟ وما الذي يمكن للموظفين القيام به في هذا الشأن؟

تتغير الحياة بتقدم العمر، وكذلك الوظائف والمهن والمؤسسات، بيد أن الطبائع البشرية جبلت على حبّ الجمود ومقاومة التغيير بقوة. يمكن أن يشعر الموظفون بضيق شديد ومشاعر (وردود فعل) سلبية تجاه العمل بسبب الجمود. وهذا ما دعا فريق الخبراء في (Bayt.com) بيت دوت كوم، أكبر موقع إلكتروني للتوظيف في الشرق الأوسط إلى التوصية بشدة بتبني استراتيجية واحدة تراعي مراحل التغيير المختلفة، وتتوقع تأثير التغيير لكي تتخذ التدابير الوقائية اللازمة.

ما هي المراحل المختلفة من التغيير؟

 

الرفض: بعد الإعلان عن التغيير عارض الموظفون التغيير وجاهدوا ليظلوا على وضعهم الحالي.

الغضب: يدرك الموظفون عدم قدرتهم على تفادي التغيير المؤسسي الجاري حاليًا. وتكون السمات الرئيسية في هذه المرحلة هي الشعور بعدم الاستقرار والافتقار إلى تقدير الذات والفوضى.

الاكتئاب: يدرك الموظفون – في هذه المرحلة – عدم إمكانية العودة إلى النمط القديم، وعدم وجود خيار بديل غير القبول بالتغيير. في هذه المرحلة يترجم الغضب إلى حالة من الإحباط والشعور بالندم.

القبول: يحدث هذا عندما يستسلم الموظفون في نهاية المطاف لحتمية التغيير. يبدأ الموظفون في دراسة الطرق الجديدة وإزالة الحواجز من طريقهم.

التعلم والتطوير: يبدأ هذا عندما يدرك الموظفون في النهاية أن التغيير يمكن أن يحّسن من وضعهم مستقبلاً، ومن ثم يقررون تركيز جهودهم على استيعاب التغيير ومسايرته.

نصائح حول طريقة التعامل مع التغيير في مكان العمل

 

يتعين إدراك حتمية حدوث التغيير: يحدث التغيير على جميع مستويات الحياة الشخصية والمهنية. لا يمكنك أن تقبع في الماضي، ومن ثم ف إن عدم الاعتراف بالتغيير يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التعقيد.

كن على حذر داخل العمل: كن على دراية بما يدور حولك. إذا شعرت بإرهاصات التغيير فلا تعارضه. وتوقّع عملية التغيير من خلال إدراك مراحله المختلفة، وتذكّر أنه كلما قبلت التغيير بسرعة كلما زادت فرص الاستفادة منه.

ابقِ قنوات الاتصال مفتوحة: وإذا عارضت التغيير فتوقع مواجهة مشكلات. تعرف على عمليات التغيير الحالية. اطلب تفاصيل من الإدارة والزملاء لتستوعب الأمر بدقة. كن واضحًا وأمينًا تجاه المخاوف، فغالبًا ما يعارض الإنسان المجهول، وقد يصيبه نوع من الاحباط. كوِّن صورة واضحة قدر الإمكان.

قيِّم نفسك: يحدث التغيير عندما تتزعزع ثقة الإنسان في مهاراته وقدراته. تعرَّف على نقاط القوة لديك، وكيف يمكن تحقيق الاستفادة منها. في نفس الوقت، تعرّف على الجوانب التي يمكن أن تطوّرها واعمل على تعزيزها.

لا تتَّسم بالجمود: سوف يصعب عليك قبول التغيير إذا كنت جامدًا. كن مرنًا بدرجة تسمح لك بدراسة الجوانب المختلفة للتغيير، وتعرّف على المجالات التي يمكنك استخدام مهاراتك ومعرفتك «الحالية» فيها، وما هي المهارات الجديدة التي يتعين عليك اكتسابها.

كن متفائلاً: تبنَّى موقفًا إيجابيًا، ولا تدع الشك يسيطر عليك. شارك في عملية التغيير، وارسم لنفسك دورًا جديدًا. تكيّف مع الواقع.

ذكر روبن شارما، وهو ذائع الصيت كأحد أكبر خبراء العالم في مجال تحقيق النجاح الشخصي والقيادة:

“لن يمكنك الوصول إلى أعلى جبل إفرست بالقفز إلى قمته.. يمكنك الصعود إلى القمة من خلال التدرج في الخطوات: خطوة بخطوة، لتصل إلى هدفك”.