من متدرب إلى موظف

يعرف الخريجون أن التدريب العملي في المؤسسات المختلفة يعد بداية مهمة ينطلقون منها إلى وظائفهم. فهل تعلم كيف تحقق الاستفادة القصوى من هذا التدريب ليتسنى لك الحصول على وظيفة؟

ثمة معلومات كثيرة متاحة حول كيفية التقدم للتدريب العملي ومدى أهميته. ولكن هل تعرف ما الذي ستفعله حال أن تبدأ التدريب فعلًا، أو كيف تخرج من هذا التدريب بوظيفة؟

يؤكد الدكتور تاج السر كردمان، مدير البرامج والخدمات المهنية في مركز قطر للتطوير المهني، أن التدريب العملي كي يكون فاعلاً حقًا ينبغي أن تتعامل معه على نحو يتسم بالشمولية، فيقول: ”عليك أن تنظر إلى التدريب العملي من زاوية منهجية، وأن تلتزم بإطار عمل واضح المعالم لضمان النجاح فيه. وهذا يعني الحاجة إلى وجود أهداف ونتائج ومهام واضحة، إلى جانب التقييم الذي يقوم به المستشار الأكاديمي وممثل الشركة أو مدرب الطالب في العمل“.

ويضيف قائلًا: “علاوةً على ذلك، أرى أنه من الضروري أن يكتمل التدريب بالعمل التطوعي؛ ولا مانع من أن يكون العمل التطوعي في الشركة نفسها، ومن الممكن أيضًا أن يتطور إلى وظيفة مؤقتة قد تؤدي في النهاية إلى وظيفة دائمة. وغالب الظن أن الطالب سيحصل على وظيفة دائمة إذا بدت عليه روح المبادرة ونجح في إثبات قدراته”.

إليك بعض النصائح الأخرى التي تساعدك في تحسين وضعك وتحقيق أقصى استفادة من تجربة التدريب العملي.

اطلب العمل

أجل، هذا صحيح! إذا وجدت نفسك جالسًا بلا شيء تفعله كمتدرب جديد، فاسأل إن كان ثمة مهمة يمكنك تأديتها. هذا سيظهر لصاحب العمل أنك تتحلى بروح المبادرة؛ وسيكسبك خبرة عملية قيمة تضيفها إلى سيرتك الذاتية. وكلما عملت أكثر، كلما كان ذلك أفضل؛ لذا قُم بأي عمل يتاح أمامك ولا تكن انتقائيًا. إن أي عمل تؤديه في أثناء التدريب سيعود عليك بالنفع ولو على المدى الطويل، حتى ولو استدعى الأمر مثلًا أن تقضي اليوم كله عند ماكينة التصوير. لا تستخف بقيمة ما تفعله مهما بدا لك صغيرًا أو غير مهم؛ فكل ما تفعله يصب في الاتجاه الصحيح، ولن يمر وقت طويل حتى يقودك شغفك بالعمل إلى مهام أكبر وأكثر أهمية.

اجعل عملك ضرورة لا غنى عنها

إن المدخل لتأمين وظيفة بدوام كامل هو أن تجعل زملائك يشعرون وكأنهم لا يستطيعون إنجاز شيء من دون مساعدتك.  ابدأ باقتراح أن تتولى مشروعًا صغيرًا بمفردك، وسد نقصًا في الشركة؛ كأن تقترح مثلًا إدارة صفحات الشركة على منصات التواصل الاجتماعي. وعندما تتمكن من إثبات مهاراتك والقيام بعمل جيد، سينظر إليك بإعجاب! هناك طريقة أخرى ربما تجدها لا غنى عنها، وهي: أن تصبح شخصية “يرجع إليها” في العمل. يمكنك تحقيق ذلك من خلال عرض المساعدة على زملائك لعمل أي شيء، حتى وإن كان خارج نطاق التدريب الرسمي. تذكر أن الغرض هنا هو أن تثبت لصاحب العمل أن ليس ثمة شخص بإمكانه القيام بأفضل مما تقوم به.

أدّ ما عليك

عندما تبدأ تدريبك، تخيل ما سيكون عليه الأمر إن كنت تعمل في الشركة بالفعل، وتصرف على هذا الأساس. كن احترافيًا، وتذكر أن وقت الجد قد حان بعيدًا عن التسكع مع الأصدقاء. تعامل مع زملائك باحترام، واحرص على الود معهم، واترك انطباعًا جيدًا عن نفسك! وعندما تكون في العمل، انتبه إلى ما هو مطلوب منك، وخذ زمام المبادرة لإكمال المهام. خمن فيمن ستفكر الشركة بمجرد أن تكون الوظيفة شاغرة؟

اختلط بالناس وتفاعل معهم

لا تدري إلى أي مدى يمكن أن ينفعك التواصل مع زملائك. لذا، تعرف عليهم، وابذل جهدًا لمعرفة المزيد عن الشركة وثقافتها. إن بناء العلاقات يتيح لك مقابلة الناس ويفتح لك أبوابًا كثيرة في المستقبل. وبعد تكوين الروابط مع الزملاء، يمكنك أن تطلب منهم إدراجهم في سيرتك الذاتية كأشخاص يمكن الرجوع إليهم. ولن يمانعوا تلبية ما تطلبه إذا تركت انطباعًا جيدًا لديهم.