كل ما تريد معرفته عن القراءة السريعة

 

هل سمعت من قبل عن القراءة السريعة؟

كما هو واضح من الاسم، إنه أسلوب يمكنك من القراءة بوتيرة سريعة وتحصيل كم أكبر من المعرفة في وقت أقل. كان أول ظهور لمصطلح القراءة السريعة خلال خمسينيات القرن الماضي، بعد أن عكفت المعلمة الأمريكية إيفيلين وود على دراسة أسباب تمكن بعض الأشخاص من القراءة بسرعة أكبر من غيرهم، دون أن يؤثر ذلك على مدى فهمهم للنص الذي قرأوه. واستنتجت وود أن الأمر يتعلق بقدرة هؤلاء الأشخاص على التنقل بأعينهم بين الكلمات والنصوص بشكل سريع مع استيعاب معاني ما قرأوه في أذهانهم. كما خلصت إلى أن بإمكان أي شخص تنمية تلك القدرات عبر التدريب، لتُصمم بناءً على ذلك نظامًا لتعلم القراءة السريعة لاقى شهرةً واسعةً خلال تلك الفترة، ومع مرور الوقت ظهرت المزيد من أساليب تعلم القراءة السريعة، وعمل الكثير من الباحثين على تطويرها، لكن أساسياتها لم تختلف كثيرَا.

 إن تعلُم القراءة السريعة قد يكون مفيدًا لأي شخص يسعى لتحصيل العلم وتوسيع آفاق معرفته، خاصةً أننا أصبحنا نعيش في عالم يسير   بوتيرة متسارعة. فرغم توافر مواد للقراءة أكثر من أي وقت مضى، لا تمنحنا الوتيرة المتسارعة للحياة الكثير من الوقت لتحقيق كل أهدافنا، ومعظم قراءتنا الآن هي على شاشات الهواتف المحمولة، في الوقت الذي أصبحت فيه قراءة الكتب أمرًا ثقيًلا وممًلا في نظر الكثيرين.

ولكن عليك أن تعلم أن هذا الأسلوب قد لا يناسب الجميع، وأنك تحتاج لبذل الجهد من أجل إتقانه، مع الصبر على النتائج. واعلم أيضًا أن مدى الاستفادة منه تختلف من شخصٍ لآخر، فهناك عوامل أخرى تحدد ذلك، مثل مدى إلمامك بالموضوع الذي تقرأه، وتمكنك من اللغة ومفرداتها، ونوع المادة المقروءة، وحتى حجم صفحات الكتاب.

كما يرجى الانتباه إلى أن الهدف الأساسي من القراءة السريعة لا يكمن  في السرعة في حد ذاتها، أو في قراءة أكبر عدد من الكلمات دون فهم أو استيعاب، بل يتمثل في رفع مستوى تركيزك خلال القراءة وتدريب عقلك على استيعاب مضمون النص في وقت أقل مما اعتدت عليه.

تعج شبكة الإنترنت بالموضوعات ومقاطع الفيديو التي تمنحك المزيد من التفاصيل عن القراءة السريعة وكيفية إتقانها، ولكن لم لا تبدأ بالتعرف عليها من خلال قراءة كتاب؟ تضم مكتبة قطر الوطنية العديد من الكتب التي تتناول هذا الموضوع، ونرشح لك من بينها “اعمل بذكاء مع القراءة السريعة” للكاتبة تينا كونستانت، التي تقدم من خلاله دليًلا عمليًا لهذا الأسلوب، مستعرضةً الأدوات التي تعينك على تعلمه.

نصائح من أجل تجربة قراءة سريعة أفضل

  • اختر مكانًا يمكنك التركيز فيه، واحرص على أن تكون الإضاءة كافية ومريحة للعين، واجلس في وضع يبقيك نشِطًا.
  • حدد هدفك قبل القراءة. لماذا تريد أن تقرأ هذه المادة بالتحديد؟ وفي بداية تدربك على القراءة السريعة، احرص على أن تبدأ بكتب سهلة أو موضوعات تحبها.
  • التصفح وإلقاء نظرة سريعة على النص قبل الشروع في القراءة الفعلية من شأنه أن يمنحك فكرة عن مضمون ما ستقرأه، ويزيد من قدرتك على استيعابه. على سبيل المثال، قبل أن تبدأ في قراءة كتاب، اقرأ أوًلا الفهرس أو جدول المحتويات ومقدمة الكتاب، ثم العناوين الرئيسية والفرعية في كل فصل. يمكنك أن تتبع ذلك أيضًا بقراءة مقدمة ونهاية كل فصل، وتصفح كل النصوص سريعًا بعينيك أو حتى قراءة بعضها. سيمنحك هذا الأمر فرصة لمعرفة مدى فائدة محتوى الكتاب بالنسبة لك، وتحديد الأقسام التي قد تساعدك في تحقيق هدفك من قراءته.
  • احرص على أخذ فترات راحة، فالقراءة السريعة تتطلب مجهودًا ذهنيًا أكبر.
  • لاختبار مدى استفادتك من قراءة أي كتاب أو موضوع، اعمل على تلخيصه في نقاط بعد الانتهاء منه، وربما يكون تلخيصه على شكل خريطة ذهنية أكثر فائدة، كما يمكنك أيضًا مناقشته مع أي شخص تعرفه قد سبق له قراءته.

 كما هو الحال خلال العمل على اكتساب أي مهارة، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت. لن تتعلم القراءة السريعة بفاعلية بين ليلة وضحاها، والتدريب المستمر هو وحده ما سيطور هذه المهارة لديك. هناك تطبيقات للتدرب على القراءة السريعة، ولكن معظمها يقتصر على اللغة الإنجليزية. وتعتبر قراءة الصحف من أفضل الطرق للتدرب على القراءة السريعة، لأن النصوص مرتبة في شكل أعمدة وهو ما يزيد من سرعة التنقل بنظرك من سطر إلى آخر بشكل رأسي.

أساسيات القراءة السريعة

قلل من الوقفات

درب عينيك على التنقل سريعًا بين الكلمات والجمل والسطور. من الطبيعي عند القراءة أن تتوقف بعينيك من فترة لأخرى عند كلمة أو في نهاية جملة أو نص من أجل استيعاب المعنى، ولكن اعمل على التقليل من هذه الوقفات. جرب ألا تتوقف عند كل كلمة محاوًلا فهم معناها، فمن هنا يأتي البطء. لا تقلق، في معظم الأحيان ستتضح لك الصورة كاملةً في النهاية. عليك أن تتذكر أن الهدف من القراءة هو الاستفادة من مضمون ما تقرأه، وليس معاني الكلمات مفردة.

لا تعد إلى الوراء

إعادة قراءة الكلمات والجمل هي أيضًا من العادات التي تبطئ من سرعتك. للتدرب على القراءة السريعة، احرص على عدم العودة بنظرك إلى الوراء لقراءة كلمة أو جملة. انتظر حتى نهاية النص فربما يتضح لك المعنى حينها.

استخدم مؤشرًا

استخدامك لمؤشر تتبعه بعينيك أثناء القراءة من شأنه أن يساعدك في تقليل الوقفات وعدم العودة للوراء. يمكنك الاعتماد على إصبعك أو استخدام قلم. بإمكانك أيضًا استخدام ورقة أو مسطرة لتغطية الأسطر التي قرأتها.

انظر إلى الجُمّل

مجال بصر الإنسان يمنحه القدرة على النظر إلى أكثر من كلمة في الوقت نفسه، وقد يؤدي هذا الأمر إلى تشتيت ذهنك، لذلك حاول التركيز على العبارات والجمل في كل سطر بدًلا من قراءة النص كلمة بكلمة.

تجنب التلفظ بالكلمات

يحب بعض الناس التلفظ بالكلمات أثناء قراءتها، سواءً مع إصدار صوت أو بتحريك الشفتين فقط، والبعض الآخر قد يفضل “التلفظ الصامت”، وهو الحديث الداخلي الذي يقوم به الإنسان عند قراءة كلمة، وهذا الأمر طبيعي، فالجميع تقريبًا تعلموا القراءة من خلال ربط الأحرف والكلمات بأصواتها المنطوقة. ولكن من أجل الاستفادة من القراءة السريعة، عليك التوقف عن التلفظ بكل أشكاله، أو على الأقل التقليل منه، حتى تمنح عقلك قدرةً أكبر على التركيز في معنى الجمل والنصوص.

ما هي سرعة قراءتك؟

  1. احسب عدد الكلمات في أول ثلاثة أسطر واقسمه على ثلاثة، لتحصل على “معدل عدد الكلمات في كل سطر”.
  2. احسب عدد الأسطر في الصفحة واضربه في “معدل الكلمات في كل سطر”، والناتج هو “معدل عدد الكلمات في الصفحة”.
  3. اقرأ لمدة خمس دقائق.
  4. كم صفحة قرأت؟ أو كم سطرًا قرأت؟ اضرب عدد الصفحات أو الأسطر في المعدل الذي احتسبته سابقًا وستحصل على عدد تقريبي للكلمات التي قرأتها.
  5. اقسم عدد الكلمات التي قرأتها على خمسة لمعرفة سرعة قراءتك الحالية في الدقيقة، حتى تبدأ العمل على تحسينها من خلال تدربك على القراءة السريعة.