التقنيات الناشئة …. كيف يمكن أن تؤثر في مسيرتك المهنية؟

Emerging

 

هل مر عليك من قبل مصطلح التقنيات الناشئة؟ يطلق هذا المصطلح على مجموعة من الابتكارات التقنية الواعدة التي أحدثت تأثيرًا ملموسًا على حياتنا اليومية، رغم أنها ما زالت في المراحل الأولى من تطويرها وتطبيقها. بما أننا نعيش فيما يعرف بعصر الثورة الصناعية الرابعة الذي يعد الابتكار القوة الدافعة الرئيسية له، كان لا بد لمثل تلك التقنيات الجديدة التي نجحت في الدمج بين العوالم الرقمية والفيزيائية والحيوية، وبلغ تأثيرها كافة التخصصات والصناعات، أن تستحوذ على اهتمام العالم أجمع، خاصة الدول الساعية لتعزيز اقتصادها المعرفي.

ورغم أن التقنيات الناشئة ما زالت أمامها سنوات عديدة لتحقق كامل إمكاناتها، تؤكد كل المؤشرات أنها ستلعب دورًا بارزًا في تحديد معالم مستقبل البشرية. الآن نصل للنقطة الأهم! ما الذي يمكن أن تستفيده من تعرفك على مثل هذه التقنيات؟

إذا كنت في بداية مسيرتك الأكاديمية وقررت اختيار مسار علمي، احرص على دراسة التقنيات الناشئة التي ترتبط بمجال تخصصك، فمن شأن ذلك أن يعزز من فرصك في سوق العمل مستقبلًا. ولم لا تضع لنفسك هدفًا أكبر؟ بأن تسهم في تطوير هذه التقنيات، أو ربما ابتكار تقنيات جديدة كليًا! بإمكانك صنع المستقبل، الأمر ليس مستحيلًا! عليك فقط أن تمتلك الحماس والثقة، وتبذل الجهد المناسب لتحقيق هدفك، ونظام التعليم في دولة قطر لا يتوانى عن توفير الدعم للطلاب المهتمين بالمجالات العلمية في كافة المراحل التعليمية من أجل تحفيز الإبداع والابتكار وتعزيز البحث العلمي.

وفي حال كنت قد بدأت بالفعل مسيرتك المهنية، فمهما كان مجال عملك، ما زال تعرفك على بعض التقنيات الناشئة في غاية الأهمية بحسب ارتباطها بمجالك، فتأثيرها سيمتد إلى كل القطاعات إن آجلًا أم عاجلًا. وكلما تعمقت في تلك التقنيات أكثر، كلما زادت فرصك في أن تسهم بشكل فاعل في تطوير شركتك أو مؤسستك.

أما لو فكرت في بدء مشروعك الخاص، فلا يوجد وقت أفضل لإنشاء مشروع رقمي يرتكز على التقنيات الناشئة، فحاضنات الأعمال الرقمية في قطر تقدم كل الدعم لرواد الأعمال في إطار سعي الدولة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030 .

كما أن التقنيات الناشئة هي المحرك الرئيسي للمدن الذكية، وهو ما تسعى قطر لتحقيقه على مستوى الدولة بالكامل، عبر برنامج “تسمو” الذي يشرف على تطوير وتنفيذ حلول التكنولوجيا الذكية عبر خمس قطاعات هي المواصلات، والرعاية الصحية، والخدمة اللوجستية، والبيئة، والرياضة.

ما الذي تنتظره؟ ابدأ في استكشاف هذه التقنيات بنفسك عبر قراءة كتاب، أو مشاهدة فيديو على يوتيوب، أو خوض واحدة من آلاف الدورات المتوفرة على الإنترنت.

 

أبرز 10 تقنيات ناشئة في العالم 

الذكاء الاصطناعي: عبارة عن تطوير أنظمة تُمكِن الآلات أو الأجهزة من التعلم والتفكير عبر تحليل البيانات والمعطيات واتخاذ القرارات المناسبة. من المؤكد أنك تعاملت مع هذه التقنية من قبل خلال استخدامك لبرنامج التعرف على الصوت الموجود في هاتفك الجوال أو أثناء ممارستك لألعاب الفيديو، ولكن تأثيرها أيضًا يتزايد بشكل كبير في مجالات مثل المواصلات والتصنيع والتعليم وخدمة العملاء. وكل ذلك مجرد بداية! وترتبط هذه التقنية ارتباطًا وثيقًا بتقنيات أخرى مثل التعلم الآلي والتعلم العميق.

إنترنت الأشياء: هو تمكين الأجهزة بمختلف أنواعها من الاتصال بالإنترنت وجمع وتبادل المعلومات دون تدخل الإنسان. من أمثلة هذه التقنية، الأجهزة المنزلية الذكية وأجهزة تتبع اللياقة والصحة، ولكن تطبيقها أصبح أيضًا واقعًا في مجالات مثل المواصلات والزراعة والصناعة.

سلسلة الكتل: هي تقنية تساعد على توزيع المعلومات الرقمية في مجموعات رقمية محمية (كتل) لا يسمح بنسخها أو تعديلها. برزت هذه التقنية في السنوات الأخيرة مع اعتماد العملات الرقمية مثل “بيتكوين” عليها، ولكن تطبيقاتها المستقبلية من شأنها التأثير على قطاعات عديدة من بينها البنوك والتأمين والرعاية الصحية.

البيانات الضخمة: كنتيجة طبيعية لعصر المعلومات، أصبح لدينا كميات هائلة من البيانات في شتى المجالات. تُمكننا تقنية “البيانات الضخمة” من استخدام برامج قادرة على تحليل ومعالجة كمية ضخمة ومعقدة من البيانات لا يمكن للبرامج العادية التعامل معها، وبالتالي يصبح من الأسهل الحصول على المعلومات واتخاذ القرارات المناسبة.

الروبوتيات: الروبوتيات أو علم الآليات المُبَرْمَجة موجود منذ عقود، ولكن مع دمج هذه التقنية مع تقنيات أخرى مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الإنسان الآلي تولي مهام لم يكن أحد يتخيل قدرته على القيام بها. ترتبط تقنية الروبوتيات بعلوم مثل الهندسة والبرمجة، وقد بدأ تأثيرها يظهر بالفعل في شتى مجالات الحياة، كما ساهمت بشكل لافت في تطوير تقنيات أخرى ناشئة مثل الطائرات بدون طيار والزراعة العمودية.

الواقع الافتراضي: هو تقنية تسمح بمحاكاة العالم الحقيقي عبر برامج وأدوات مساعدة. ربما تطبق حاليًا بشكل أكبر في مجالات متعلقة  بالترفيه، ولكن من المتوقع أن يكون لها تأثير مستقبلي في مجالات مثل البحث العلمي والطب والتعليم. من التقنيات المشابهة لها أيضًا الواقع المعزز والواقع المختلط.

تكنولوجيا الجيل الخامس (5G): مع بدء انتقال العالم للاعتماد على شبكات الـ 5G بدءًا من عام 2019، أصبح بالإمكان تبادل كميات أكبر من البيانات بسرعات فائقة، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالاتصالات، حيث يتوقع أن يكون لهذه التقنية تأثيرًا هائلًا على مشاريع المدن الذكية بما تتضمنه من تقنيات مثل المواصلات ذاتية القيادة، وأيضًا ستؤثر هذه التقنية على أنظمة العمل في الشركات والمؤسسات، إلى جانب مجالات مثل الطب والزراعة والصناعة.

الطباعة ثلاثية الأبعاد: هي تقنية بدأت بالفعل في إحداث تغييرات فاعلة في مجالات مختلفة مثل الصناعة والطب والهندسة. تعتمد الطباعة ثلاثية الأبعاد على بناء منتج مجسم وملموس تم تصميمه عبر برامج الحاسوب. ويختلف المنتج والمواد المصنوع منها بحسب تصميم الطابعة، فقد شاهدنا في السنوات الأخيرة مثلًا طباعة مباني بالكامل من الأسمنت!

الحوسبة الكمية: هي تقنية أحدثت ثورة في عالم الحاسوب، باعتمادها على ميكانيكا الكم لمعالجة البيانات وإنتاج أجهزة حاسوب قادرة على القيام بعمليات شديدة التعقيد، تفوق في إمكانياتها ما يمكن تحقيقه عبر أجهزة الحاسوب العملاقة. ومن المتوقع أن يكون لهذه التقنية تأثير على مختلف المجالات بما في ذلك العلوم والبرمجة والطاقة.

تكنولوجيا النانو: تُعرف أيضًا بتقنية الجزيئات متناهية الصغر، وهي تقنية تسمح بمعالجة المواد عبر العمل على أصغر أجزاء من الذرة، وهو ما سيسمح مثلًا بتصنيع روبوتات متناهية الصغر. ويُتوقع أن يكون لهذه التقنية تأثير هائل على كافة جوانب حياتنا، خاصة في مجالات مثل الطب والصناعة والطاقة.