احتفالًا بيومهم العالمي المعلمون … بناة المستقبل ومهندسو التنمية

banner

يعد الخامس من أكتوبر من كل عام يومًا مميزًا، فهو أكثر من مجرد تاريخ في تقويمنا، بل هو احتفالية عالمية بأولئك الذين تفانوا وتفرغوا لبناء مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، جنود تقدم المجتمع المجهولين، المعلمين.

وقد خصصت الأمم المتحدة هذا التاريخ ليكون اليوم العالمي للمعلمين إحياءً لذكرى توقيع تقرير “توصيات اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين” الذي تضمن توصيات ومؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم وتدريبهم وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم.

وبهذه المناسبة، ينضم مركز قطر للتطوير المهني إلى مجتمع المهنيين لنعبر عن امتناننا وتقديرنا للمعلمين والمربِّين ولنسلط الضوء على دورهم المهم في تشكيل مستقبل أمتنا، وتعزيز التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي، والمساهمة في نمو المجتمع بشكل عام.

مهندسو التنمية المستدامة
المعلمون هم مهندسو التنمية المستدامة، فهم من يصقل قادة المستقبل ورواد الفكر والابتكار وصناع التغيير في مجتمعنا، وينقلون المعارف من جيل لآخر كلبنات متراصة عبر الإلهام والإرشاد والتوجيه.

ونؤمن يقينًا بأن تطور الأمة مرتبط بشكل جوهري بجودة نظامها التعليمي، ونستدل على ذلك بتجربة دولة قطر الملهمة، والتي شهدنا ترافق تقدمه وتطورها مع بناء منظومة وبنية تحتية تعليمية رفيعة المستوى، ترتقي مؤسساتها سلم التصنيفات العالمية في كل عام.

واجب مقدس
ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا التطور وعلى وتيرته يخلق حاجة ماسة لتشجيع الشباب القطري على أن يفكروا بالالتحاق بمجال التعليم كمسار مهني وطموح مستقبلي؛ فالتعليم ليس مجرد وظيفة، بل هو دعوة وواجب مقدس.

ولا تقتصر مسؤولية المعلمين على نقل المعارف وحسب، بل تمتد لغرس قيم المجتمع وحب التعلم في النشء؛ وعليه يتحتم على شبابنا الاتجاه لهذا الميدان واستثمار أوقاتهم ومجهوداتهم فيه وخاصة في ظل تزايد الطلب على هذا القطاع الحيوي ومساهمات شباب قطر في التنمية الملحوظة بالبلاد

بناء المرونة لمواجهة مستقبل مبهم المعالم
إن بناء كوادر تعليمية مؤهلة وكفؤة يضمن أن يتلقى الطلبة أجود الخدمات التعليمية المصممة خصيصًا لاحتياجاتهم واحتياجات الدولة؛ أضف إلى ذلك تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للتفوق في هذا العصر الذي يسوده التغيير وتساؤلات حول مستقبل مبهم في نظر الكثيرين.

من المستحيل عمليًا إعداد النشء لكل تحد أو سيناريو محدد قد يواجهونه في المستقبل؛ ومع ذلك، يمكن للمعلمين الدؤوبين أن يزودوا طلبتهم بأساس قوي من المعارف الأساسية والمهارات والقدرة على التكيف لمواجهة أي تغير أو تحدٍ بكل ثقة ومرونة.

يستطيع المعلمون تزويد الطلبة بالعديد من المهارات مثل مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات وغيرها من المهارات القابلة للنقل، والتي لا تُستمد من الكتب والمناهج وحسب، وإنما من النهج الشامل في التعليم الذي يمكّن الطلبة من التقدم في عالم متطور باستمرار بقدرات عقلية تنمو وتتكيف معه.

جهود مركز قطر للتطوير المهني لإلهام الجيل القادم من المعلمين
في مركز قطر للتطوير المهني، نكرس قسطًا وافرًا من جهودنا لإلهام ورعاية الجيل القادم من المعلمين. ونقدم الإرشاد والتوجيه اللازمين للشباب والشابات الذين يطمحون للانطلاق في هذه الرحلة المثرية، خاصة وأن تحضير الجيل الجديد من طلبتنا يقتضي تكثيف جهود التوجيه والتطوير المهني المقدمة لهم. حيث يساعدهم الإرشاد المهني على ربط تعليمهم بفرص عمل واقعية، ويمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مساراتهم الأكاديمية للتوفيق بين مواهبهم واهتماماتهم وقدراتهم من جهة والمسارات المهنية المتاحة من جهة أخرى.

ويحتل التطوير المهني دورًا هامًا في ترسيخ أهمية التعليم من خلال التوعية بآثاره المباشرة على الفرص المستقبلية والرضا الشخصي. وبالمحصلة، فإن التعليم الذي يستند إلى الإرشاد المهني يضمن للطلبة أن يتلقوا المعارف وأن يفهموا كيفية تطبيقها بشكل مثمر في حياتهم ومساراتهم الأكاديمية والمهنية على حد سواء، مما يصب في النهاية بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة لرأس المال البشري في الدولة.

نهايةً، وبالنيابة عن مركز قطر للتطوير المهني وسائر أعضاء فريقنا، نهدي لمعلمينا ولكل المعلمين والمربين حول العالم أطيب التحيات في يومهم العالمي متمنين لهم احتفالية سعيدة.