كابتن الميدان

برغم عمره الذي لا يتجاوز 28 عامًا، يتمتع حسن خالد حسن الهيدوس بخبرة عشرين عامًا على ملاعب كرة القدم، إلا أنه واجه بعض التحديات منذ أن بدأ ممارسة هذه الرياضة وهو طفل في الثامنة من عمره.

يقول حسن الهيدوس: “اعترض والداي في البداية على مشاركتي في هذه الرياضة، على الأقل قبل أن أنتهي من دراستي؛ لكنني أقنعتهم بأنني أستطيع تحقيق التوازن بين الرياضة والدراسة“.

هذه السنوات من التدريب الجاد آتت ثمارها بالنسبة للنجم الشاب، سواءً على المستوى الشخصي أم المهني. وهو يعزو الكثير من سماته الشخصية وشغفه بكرة القدم إلى سنواته الأولى التي قضاها في اللعب بنادي السد الرياضي.

يوضح الهيدوس ذلك قائلًا: “أمضيتُ جزءًا كبيرًا من طفولتي في نادي السد الرياضي، وشخصيتي في معظمها هي نتيجة ما تعلمتُه هناك. كما زودتني علاقاتي في النادي بكثير من دروس الحياة، وأبعدتني عن المشكلات والأشياء غير المرغوب فيها. أرى أنني استفدت الكثير من تجربة الطفولة مقارنةً بمعظم الناس“.

مهاجم نادي السد الرياضي، الذي يُعد أيضًا كابتن منتخب قطر الوطني لكرة القدم، بدأ رحلته مع هذه الرياضة عن طريق الصدفة. وقد قال في هذا الصدد: “كنتُ في البداية حريصًا على لعب التنس. وذات مرة دعاني بعض زملائي في فريق التنس إلى لعب كرة القدم معهم، فقررتُ أن أنتهز الفرصة وأجرّب. وهكذا تطوّر الأمر يومًا بعد يوم، وتحسّنت مهاراتي في كرة القدم كثيرًا.

لقد غيّرت هذه التجربة مسار حياة حسن الهيدوس.

بدأ الهيدوس مسيرته الدولية الأولى في التصفيات الأولمبية الصيفية عام 2008، وسجّل عددًا من الأهداف الرائعة ضد اليابان والمملكة العربية السعودية وفيتنام. كما لعب دورًا بارزًا في التصفيات الأولمبية الصيفية لعام 2012، ما منح قطر فرصة التأهل للألعاب الأولمبية. وقد حصل في هذا العام على لقب رجل المباراة.

وعلى صعيد النادي، تشهد له ركلاته الترجيحية في دوري أبطال آسيا 2011، التي كانت سببًا في تأهل نادي السد الرياضي إلى بطولة كأس العالم للأندية ممثلًا لقارة آسيا.

ومن بين الجوائز العديدة التي حصل عليها، جائزة أفضل لاعب قطري (2014)، وأفضل لاعب واعد (2008)، وأفضل لاعب في العام (2015).

يقول حسن الهيدوس: “أنا فخور بهذه الإنجازات جدًا، لا سيّما جائزة أفضل لاعب في عام 2015. هذه الجائزة تعني الكثير بالنسبة لي، لأن كل فرد في الفريق كان له دور فيها. وأنا سعيد جدًا لكوني ثاني لاعب قطري ينال هذه الجائزة“.

يقضي الهيدوس معظم يومه عادةً في ساعات التدريب بالملعب إلى جانب الاعتناء بابنته وإحاطتها بعطفه. وكما يقول: “يومي عادي جدًا. آخذ ابنتي إلى المدرسة، ثم أقضي بعض الوقت مع زوجتي. أنا رجل عائلي بامتياز، باستثناء أنني وقت غروب الشمس أتدرّب في النادي مع سائر أعضاء الفريق“.

ويؤمن الهيدوس إيمانًا راسخًا بقدرة الرياضة على إحداث التحوّلات، ويقول إن الذي يحفزه للمضي قدمًا هو رغبته في تمثيل دولة قطر والسعي لتحقيق الإنجازات الشخصية.

ويشرح ذلك قائلًا: “أؤمن أن الرياضة بشكل عام تسهم كثيرًا في تحسين حياة الفرد، وتساعده في الابتعاد عمّا يضره والاقتراب مما يفيده؛ ناهيك عن أن الرياضة تحسّن صحة العقل إلى جانب صحة الجسم“.

وينصح الهيدوس لاعبي كرة القدم الطموحين بالقول: “لا تدع أحدًا يثبّط عزيمتك، وكن مصمّمًا على تجاوز العقبات كلها. حدّد في حياتك هدفًا وحاول الوصول إليه، واحرص على تحقيق التوازن بين الدراسة والرياضة“.