١٠ نصائح لتجاوز تحدي فقدان الوظيفة

 

خلال مسيرتك المهنية لا بد وأن تواجه تحديات مختلفة من وقت لآخر، وأن تكتسب عبر خوض كل منها مهارات جديدة تسهم في تنمية شخصيتك وإثراء خبرتك. وإذا كنت قد اخترت العمل في وظيفة، فلا شك أن أكبر تحدٍّ قد تواجهه هو فقدانك لها. ويختلف تعامل كل شخص مع هذا التحدي الصعب بحسب تأثيره عليه ماديًا ومعنويًا، فالبعض قد يكون مرتبطًا بالتزامات مالية، والبعض الآخر قد يفتقد المكانة الاجتماعية المصاحبة لمنصبه، أو الشغف اليومي المرتبط بممارسة المهنة التي يحبها.

في كل الأحوال، يبقي التعامل السليم مع الصدمة النفسية المصاحبة لفقدان الوظيفة هو دومًا العامل الأكثر حسمًا في الطريق نحو تجاوز الأزمة بنجاح.

من الطبيعي أن تشعر بالغضب والحزن والإحباط والضغط العصبي والخوف من المستقبل، وربما ترفض حتى تصديق ما حدث. امنح نفسك بعض الوقت للتعامل مع هذه المشاعر السلبية. خذ قسطًا من الراحة، ربما لبضعة أيام أو حتى أسبوع، ولكن ليس أكثر من ذلك، حتى لا تعطي الأفكار السامة فرصة السيطرة على عقلك، بعدها يجب أن تكون قد تقبلت الأمر الواقع وتكيفت مع الوضع الجديد. وإذا كنت لا تزال غير قادر على ذلك، فلا يوجد أي حرج من أن تستشير طبيبًا نفسيًا لتجاوز هذه الصدمة.

عليك أن تكون إيجابيًا، وأن تؤمن بأن فقدان الوظيفة لا يعني نهاية العالم، فتفسيرك لما حدث سيحدد مستقبلك. إذا اعتقدت أن المشكلة تكمن فيك شخصيًا وآمنت بعدم وجود حلول، فلن تتجاوز هذه الأزمة أبدًا. أما إذا اعتبرت أن الأزمة برمتها مجرد عائق مؤقت يمكن تجاوزه، وأن القادم سيكون أفضل حتى وإن لم تكن الصورة واضحة بعد، فستنجح في إيجاد حلول.

انظر دومًا إلى الجانب المشرق، فقد تكون هذه فرصتك للعمل في شركة مختلفة تمنحك فرصة أكبر لتحقيق ذاتك على المستوى المهني، أو ربما تكون فرصتك للعمل في مجال جديد كُليًا، أو ربما بناء مشروعك الخاص.

الآن حلل الموقف جيدًا ورتب أوراقك. اعتبر نفسك تخوض فترة انتقالية نحو مرحلة أفضل في مسيرتك المهنية، وركز في عملك الجديد المؤقت، وهو البحث عن عمل.

ولكي تحقق أفضل النتائج، إليك عشر نصائح من شأنها أن تساعدك في العودة إلى المسار الصحيح:

 

  1. لا تغير نمطك اليومي مباشرة

حاول في البداية أن تحافظ على نمطٍ يومي قريب لما كنت معتادًا عليه أثناء عملك، على الأقل فيما يتعلق بوقت الاستيقاظ، وإذا اكتشفت لاحقًا أنك أكثر إنتاجية خلال أوقات أخرى من اليوم، فلا مانع من اعتماد نمط جديد. بشكل عام، من الأفضل أن تستيقظ مبكرًا للاستفادة من ساعات النهار التي غالبًا ما ستجري خلالها معظم الاتصالات مع أي جهة عمل. المهم ألا تهرُب من الواقع بالنوم لفترات طويلة وتدع الكسل يسيطر عليك.

 

  1. جهِّز سيرتك الذاتية

السيرة الذاتية هي الأداة الأهم للبحث عن وظيفة. اكتُب سيرة ذاتية تبرِز نقاط قوتك، مثل المهارات التي تميزك والخبرات التي اكتسبتها خلال عملك، إلى جانب الإنجازات التي حققتها. وعند التقدم لأي وظيفة، لا تكتف بإرسال سيرتك الذاتية، بل أرفق معها رسالة أو خطابًا تعريفيًا توضح من خلاله كيف يمكن لمهاراتك وخبراتك أن تُلبي احتياجات المنصب الوظيفي وتسهم في تطوير الشركة.

 

  1. كوِّن علامتك التجارية الخاصة بك

لقد أصبح إنشاء وجود مهني شخصي على شبكة الإنترنت، أو ما يوصف ”بالتمييز الشخصي“، من الضروريات لكل من يبحث عن ترويج خبراته وإمكانياته على المستوى المهني. اهتم بصفحتك على منصة ”لينكد إن“، فهي الشبكة المهنية الأكثر شهرة في العالم. استعرض من خلالها خبراتك وتواصل مع الأفراد والمؤسسات في مجال عملك. روِّج لنفسك أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب، بعد أن تختار ما يناسبك منها بحسب ملاءمتها للمحتوى الذي تستطيع من خلاله إبراز ما يميزك في مجالك. قم بإنشاء صفحات على منصات أخرى مخصصة للبحث عن الوظائف، مثل ”بيت“ و”مونستر“. فكر أيضًا في بناء موقع إلكتروني شخصي يضم سيرة ذاتية تفاعلية أو ربما مدونة مهنية.

 

  1. تواصلْ

تواصل مع كل من تعرفهم في إطار العمل وخارجه للاستفسار عن مدى علمهم بتوافر أي فرص توظيف في شركات أخرى. لا تشعر أبدًا بالخجل، فأنت لا تطلب منهم وظيفة، بل تبحث فقط عن المعلومة. كما لا تفترض مُسبقًا أن الآخرين لن يساعدوك، ولكن في الوقت نفسه لا تضع آمالًا عريضة على ما يمكن أن يقدموه لك، حتى لا تشعر بالإحباط إذا لم تحصل على المساعدة التي توقعتها. ما عليك إلا المحاولة. واحرص على حضور الفعاليات المهنية المرتبطة بمجال عملك، مثل الندوات والمؤتمرات والمعارض، لأن كل ذلك يسهم في تنمية شبكة علاقاتك، كما أنها قد تشكل فرصة لاستعراض خبراتك وتعزيز ”علامتك التجارية الشخصية“. شارك أيضًا في الفعاليات المجتمعية وفكر جدًيا في التطوع.

 

  1. لا تتوقف عن التعلم

مهما كنت تمتلك من خبرات وإمكانات، لا شك أن بعض مهاراتك في حاجة للصقل لأنك لم تكن في حاجة لها خلال وظيفتك السابقة، وربما تكون هناك أيضًا مهارات جديدة في مجال عملك لم تكتسبها بعد. خصص وقتًا يوميًا للتعلم، التحق خلاله بدورات تعليمية وتدريبية مرتبطة بمجال عملك، أو حتى في مجالات مختلفة، فلا مانع أبدًا من استكشاف مجالات جديدة تتناسب مع قدراتك.

 

  1. تحلَّ بالمرونة

لا تنتظر الحصول على وظيفة مماثلة تمامًا لتلك التي كنت تشغلها في المنصب أو المزايا. لا ترفض فرصة عمل متاحة بدافع الكِبر أو الخجل من فقدان الجاه، طالما أنها ستزيد من خبرتك وتنمي مهاراتك. لم لا تفكر أيضًا في تغيير مسارك المهني ما دمت تمتلك القدرات والمهارات الكافية لشغل وظيفة متاحة في مجال مختلف؟ خُذ أيضًا بعين الاعتبار العمل بشكل مستقل أو بنظام المشروع.

 

  1. حافظ على علاقة جيدة مع صاحب العمل السابق

مهما كانت ظروف فقدانك للوظيفة، ابق على علاقة طيبة مع صاحب العمل السابق. صِلتك بالشركة لا تنتهي برحيلك، وسيبقى اسمها دائمًا في سيرتك الذاتية، وبالتالي قد يحتاج صاحب العمل الجديد إلى التواصل مع أحد مسؤولي شركتك السابقة للتعرف على تقييمهم لأدائك المهني وأسباب الاستغناء عنك.

 

  1. اهتم بصحتك

لا تهمل صحتك البدنية والنفسية! لقد أصبحت الآن تمتلك وقتًا كافيًا لممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني آخر، فحتى المشي من شأنه أن يعدل مزاجك ويصفي ذهنك. فكر في ممارسة رياضة مثل اليوغا أو تجربة تدريبات التأمل لما لهما من تأثير إيجابي على عقلك، واحرص دومًا على أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين.

 

  1. نظم أمورك المالية

في أغلب الأحيان، يصاحب فقدان الوظيفة ضغطٌ نفسي بسبب الالتزامات المالية، لذا من أهم الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها سريعًا هي وضع خطة مالية لما اتفقنا أن نسميه ”المرحلة الانتقالية“. حدد وضعك المالي الحالي والالتزامات المطلوب منك الوفاء بها، واعمل على تقليل نفقاتك بقدر المستطاع. اشتر فقط ما تحتاج إليه فعلًا، وفضل الاستثمار في كل ما من شأنه أن يسهم في تطوير مسيرتك المهنية بدلًا من الإنفاق على الأمور الثانوية.

 

  1. كُن مثابرًا

لا تحبَط إذا لم توفق في محاولاتك الأولى للعثور على وظيفة جديدة، فكل مقابلة شخصية تخوضها وكل رسالة تكتبها لصاحب عمل محتمل هي خبرات في حد ذاتها. لا تتوقف عن البحث حتى تصل إلى مبتغاك! واصل التعلم، وتحلَّ دومًا بالأمل، وتذكر أن الأشخاص المثابرين هم فقط من يبلغون أعلى درجات النجاح.