مهندس الأمن السيبراني

في عالم اليوم حيث يعتمد كل شيء على الإنترنت اعتمادًا كبيرًا، أضحت وظيفة مهندس الأمن الإلكتروني بالغة الأهمية، فهي مهمة صعبة تنطوي على حماية البيانات الحساسة ضد الفيروسات ومجرمي الإنترنت، مثل معلومات العميل السرية، والأسرار التجارية، والسجلات المالية.

يمكنك بالخبرة والتعليم أن تقطع شوطًا طويلًا في هذا المجال. وتُعد درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب أو هندسة البرمجيات أو هندسة النظم أو نظم المعلومات أو المجالات ذات الصلة شرطًا أساسيًا لهذه الوظيفة. وفي حال كان لديك من الخبرة العملية ما يتراوح بين 5 و10 سنوات، فإن ذلك يؤهلك للترقي إلى وظيفةمهندس أول الأمن الإلكتروني.

لا تتطلب هذه الوظيفة جهدًا بدنيًا، لكن ساعات العمل بها ربما تكون طويلة وغير منتظمة. وهي على درجة عالية من التقنية، لكنها دائمًا ما تستدعي من المهندس تنمية المهارات الشخصية؛ مثل القدرة على حل المشكلات المعقدة، والتحلي بالعقلية الإبداعية، والقدرة على التعامل مع الضغوط.

 

عبدالله أحمد عبد العلي

مدير قسم تكنولوجيا المعلومات

وزارة الاقتصاد والتجارة في قطر

يتسم مجال تكنولوجيا المعلومات بالتغير المستمر، لا سيّما جانب الأمن السيبراني منه، فهو مجال شيق لا تمل منه أبدًا لما فيه من تحديات جديدة تواجهها يوميًا، كظهور قراصنة جدد في كل يوم، وكذلك التغير اليومي في أدوات ومنهجيات الأمن السيبراني. وبالنسبة لي، يشرفني العمل في هذا المجال؛ فأنا أعمل ضمن فريق لحماية وطننا الحبيب ومواجهة أية تهديدات محتملة.

تعين علينا منذ الحصار مراجعة جميع السياسات الأمنية، والبحث عن ثغرات في الدفاعات الأمنية الإلكترونية. وعلى الرغم من أننا في حال أفضل الآن، فإن التطور المستمر في مجال التقنيات، لا سيّما تقنيات القرصنة الإلكترونية، يدعونا إلى توخي الحذر دائمًا.

إن مجال تكنولوجيا المعلومات مجال لا حدود له، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفرص؛ فنظام الأمن السيبراني اليوم في أمس الحاجة إلى الخبرات أكثر من أي وقت مضى؛ بسبب التوسع الهائل في مجال التكنولوجيا واستخداماتها بمختلف أنحاء العالم.

العمل في هذا المجال مناسب لمن لديهم مهارات تحليلية قوية واستعداد لتوقع الهجمات السيبرانية، إلى جانب القدرة على اتخاذ الإجراءات الاستباقية إزاء هذه التهديدات. فعلى القائم بذلك العمل أن يركز على تفاصيل نظام الأمان كافة، ومراقبة أي تغير طفيف قد يحدث، وتوقع أي مشكلة محتملة مهما كانت بسيطة، هذا بالإضافة إلى ضرورة التحديث المستمر لمعلوماته عن أحدث أساليب حماية البيانات، والممارسات العملية والتقنيات والتشريعات ذات الصلة بالأمن السيبراني.

لا بد أن يحصل المهتم بهذا المجال على درجة جامعية في هندسة الحاسوب غالبًا أو شهادة أمن نظم المعلومات المهنية (CISSP)، وأن يواكب التطورات الطارئة بهذا المجال، ويتتبع جميع التقنيات الحديثة الخاصة بمجال منع التهديدات الإلكترونية. كما أن الشهادات التقنية في مجال الشبكات والمعلومات والأمن السيبراني من شأنها تحسين خبرة مهندس الأمن السيبراني.

عليك بقراءة كتاب “التفكير في الأمن” (Thinking Security)، للمؤلف ستيفن بيلوفين، الذي يسلّط الضوء على استراتيجيات القرصنة، وكيفية التفكير مثل القراصنة الإلكترونيين لتتمكن من منعهم والتقدّم عليهم.