خمسة أسباب تدعوك لمواصلة الدارسات العليا

كثير من الطلاب لا يعرفون ما إذا كانت درجة الماجستير مفيدة لهم حقًا أم لا؛ فالوقت الإضافي الذي يستغرقه الحصول على درجة الماجستير، ناهيك عن التكلفة الإضافية، يعني التأخّر في مسيرة تحقيق الأهداف المهنية. القرار ليس سهلًا، لكنه يستحق هذا الوقت والجهد والمال إذا ما نظرت إلى فوائده.

كثير من الطلاب لا يعرفون ما إذا كانت درجة الماجستير مفيدة لهم حقًا أم لا؛ فالوقت الإضافي الذي يستغرقه الحصول على درجة الماجستير، ناهيك عن التكلفة الإضافية، يعني التأخّر في مسيرة تحقيق الأهداف المهنية. القرار ليس سهلًا، لكنه يستحق هذا الوقت والجهد والمال إذا ما نظرت إلى فوائده.

1. التميّز عن غيرك في سوق العمل
مع ارتفاع عدد المرشحين الحاصلين على درجة الماجستير في السوق، قد لا تكون المؤهلات الجامعية وحدها كافية ليلاحظك أصحاب العمل من بين الآخرين. ففي هذا العصر، يُنظر إلى التعليم الجامعي على أنه إحدى أساسيات الحياة وليس مجرد رفاهية؛ ومع تزايد عدد الطلاب الجامعيين في سوق العمل، ربما لا ينجح من يحملون شهادة البكالوريوس وحدها في نيل القدر الكافي من إعجاب أصحاب العمل.

2. الاستثمار في نفسك
ليس ثمّة طريقة للتنبؤ بمستقبلك، ولكن بإمكانك وضع خطة له والاستعداد لأي شيء قادم. إن حصولك على درجة الماجستير استثمار في إمكاناتك الخاصة، ويجعلك في وضع قوي يؤهلك للتعامل مع أي اتجاه قد تقودك إليه مهنتك المستقبلية. لذا، لا تنظر إلى درجة الماجستير على أنها تطيل أمد طموحاتك، بل هي بالعكس من ذلك ترسخّ طموحاتك وتقويها.

3. تعميق اهتماماتك
تتيح درجة الماجستير أمامك فرصةً لمواصلة الدراسات التي تتوافق مع اهتماماتك الشخصية على نحو أكثر توسعًا. فكّر في جميع الأبحاث التي ستتناولها والمحاضرات والاجتماعات التي ستحضرها من أجل تطوير أفكارك حول مجال يهمك التعمّق فيه. ضع في اعتبارك ثروة المعلومات والمعرفة التي ستكتسبها من محاضرين بارزين، علاوةً على الإشراف وجهًا لوجه، وفرص الاختلاط بأشخاص يحملون أفكارًا مماثلة والتفاعل معهم. إن التجربة بحد ذاتها مرضية بما فيه الكفاية.

4. بناء علاقات مفيدة
هذا هو الوقت المناسب لتتواصل مع الآخرين على المستوى المهني. فبصفتك طالبَ ماجستير، ستتواصل مع أشخاص من ذوي الأفكار المماثلة في سياق مهني، وستجد طرقًا للتعاون، والنقاش، وتطوير معارفك ومهاراتك وحياتك المهنية. فالذي تبني معه علاقات جيدة اليوم سيفيدك يومًا ما. وكما تقول الحكمة المأثورة: “ما تعرفه ليس مهمًا بقدر من تعرفه”.

5. كسب التقدير في مجال عملك
مع كل ما تقوم به من أبحاث في أثناء دراستك، يُمكنك أن تحظى بالتقدير على إنجاز رائع قمت به، وربما تتلقى أيضًا دعوة لتتحدث في أحد المؤتمرات، أو لنشر عملك في مجلة، أو حتى الإسهام في مشروع بحثي رفيع المستوى. كما أن الذين يواصلون البحث بإمكانهم نيل التقدير الدولي، ما من شأنه أن يجعلك خبيرًا بارزًا في مجال عملك يومًا.

6. قدرة أفضل على الكسب
تصبح إمكانات المزيد من الكسب أمرًا مسلّمًا به حال أن تصبح حائزًا على درجة الماجستير؛ وهذا في الواقع أحد الأسباب التي يستشهد بها الطلاب عندما تسألهم عن سبب التحاقهم ببرنامج لنيل درجة الماجستير. وبالمقارنة مع درجة البكالوريوس، لا شك في أن المال يُوجَد حيث تُوجَد درجة الماجستير.

الانتظار أم الاستمرار؟
يختار العديد من طلاب الدراسات العليا العمل فور حصولهم على أول درجة، في حين يختار البعض الآخر متابعة دراسات الماجستير. وفي هذا الصدد نتحدث إلى شخصين من كلا الفريقين.

“واصلت دراستي للحصول على درجة الماجستير بعد 15 سنةً من حصولي على شهادتي الجامعية الأولى.”
مروة علي سري
مساعد شخصي
قسم الاندماج والمكتسبات
جهاز قطر للاستثمار

في عام 2000، تخرجت مروة سري في جامعة القاهرة بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ولم تكن حتى عام 2015 قد اختارت أن تواصل درجة الماجستير في الترجمة السمعية البصرية بجامعة حمد بن خليفة.
تقول مروة: “لم أستطع مواصلة دراستي العليا بسبب الالتزامات الأسرية؛ لذا بدأتُ العمل فور حصولي على الشهادة الجامعية. نلتُ درجة الماجستير عام 2017، وأنا الآن أتطلع للحصول على درجة الدكتوراه في الترجمة السمعية البصرية”.
تعتقد مروة إن اكتساب الخبرة في العمل قبل متابعة الدراسات العليا له فوائد عديدة، على الرغم من أن مدة 15 عامًا هي فترة زمنية طويلة.
وتضيف قائلةً: “لا أنصح بفجوة كبيرة بين الدراسات الجامعية والدراسات العليا؛ لأن العالم الأكاديمي يشهد تغيرات كثيرة. ومع ذلك، فإن اكتساب بعض الخبرات في العمل يساعد المرء في صقل المهارات واكتساب المعرفة المهنية التي تفيده في الدراسات العليا، ناهيك عن فرصة إنشاء شبكة مهنية قيّمة تساعدك في تحقيق الأهداف المهنية المستقبلية. وعلاوةً على ذلك، يمكن للمرء أيضًا تقييم ما إذا كانت درجة الماجستير مطلوبة فعلًا لتحقيق طموحاته المهنية الأسمى”.

“كنتُ لا أزال طالبًا حصلت لتوي على درجة البكالوريوس عندما قررتُ متابعة دراساتي العليا على الفور.”
حازم عاصف
طالب دراسات عليا بجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر

بعدما تخرّج حازم عام 2016، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة في التصميم الجرافيكي من كلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، قرر أن يتابع دراسته مباشرة في المجال نفسه.
يقول حازم: “من بين أسباب التحاقي ببرنامج الماجستير في الفنون الجميلة أنني حصلتُ على منحة كاملة لإكمال تعليمي. لا يمكن أن أدع فرصة كهذه تفوتني، فهي تأتي مرة واحدة في العمر”.
ويضيف قائلًا: “كنتُ لا أزال طالبًا، وكنتُ مستعدًا لمواصلة التعلّم وتطوير مهاراتي البحثية”.
حازم، الذي يخطط لمزاولة مهنة في مجال صناعة الأفلام، يقول إنه كان حريصًا على استكمال دراسته دون تأخير على الرغم من أن اكتساب بعض الخبرة في العمل ينطوي على فوائد عديدة.
وتابع قائلًا: “سعيتُ للحصول على درجة الماجستير بعد دراستي الجامعية مباشرةً، ولهذا فائدة، وهي: أن كل شيء كان لا يزال حديثًا في ذاكرتي، وكنتُ لا أزال على دراية بأحدث المنهجيات البحثية”.