تحسين جودة العمل

ربما يكون مفاجئًا للبعض أن إنتاج العمل الجيد لا يعني مجرد إنجاز قائمة الأشياء المطلوبة كلها. ففي حين أن التسويف وفقدان الحماس لهما تأثير على جودة العمل، إلا أن هذه ليست وحدها العوامل التي تقف عائقًا أمام العمل عالي الجودة.

وبصفة عامة، يتطلب إنتاج العمل عالي الجودة استيفاء معايير الشركة، والتقليل من الأخطاء ومن إهدار الوقت والموارد، والتحلي بالمسؤولية.

يرى الدكتور راشد سلطان الكواري، مدير هندسة الأصول والمراقبة في شركة قطر غاز، أن إنتاج العمل عالي الجودة لا يقتصر فقط على ما تنجزه، بل يتعلق أيضًا بطريقة إنجازه.

يقول الدكتور راشد: “الموظفون الذين ينتجون أعمالًا عالية الجودة يؤدون مهامهم بطريقة سليمة وسلوك صحيح، بمعنى أنه إضافةً إلى المهارات التي يمتلكونها، فإنهم ينجزون العمل بطريقة آمنة (دون إلحاق ضرر بأنفسهم أو بغيرهم)، ويحترمون زملاءهم، ويتواصلون بشكل واضح، ويتعاونون مع سائر أعضاء الفريق، ويتشاركون المعلومات“.

إن إنتاج العمل عالي الجودة يعود بالنفع على المؤسسة والموظف كليهما. ويؤكد الدكتور الكواري أن العمل عالي الجودة في المؤسسة مهم لتحقيق رضا العميل وولائه، وزيادة الإنتاجية، والقضاء على الهدر، وخفض التكاليف، والوفاء بالمتطلبات التنظيمية.

يقول الدكتور الكواري: “من شأن العمل عالي الجودة أن يؤدي إلى زيادة الحماس والرضا لدى الموظف، وعادةً ما تقدر الإدارة ذلك في تقييمات أداء الموظفين، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى مكافأة جذابة، أو ترقية، أو الأمرين كلاهما“.

وفيما يلي بعض الطرق العملية التي يمكن أن تساعدك في تحسين جودة العمل:

النوم الجيد وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي
هل تستيقظ بقفزة نشاط أم تكافح من أجل إخراج نفسك من الفراش؟ إذا كنت تشعر بالخمول وعدم القدرة على التركيز في العمل، فقد تكون قلة النوم هي السبب. يحتاج جسم البالغين إلى حوالي ثماني ساعات من النوم في كل ليلة؛ نعم، هذا هو ما يحتاجه جسمك لكي تشعر بالراحة وتستعد لمواجهة تحديات اليوم التالي. فإذا كنت تعاني من مشكلة في النوم، فعليك أن تعتاد ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة أو ساعة يوميًا؛ لأن ذلك يساعد في تقليل ضغط الدم، ويحسن صحتك العامة، كما يصحح أنماط النوم السيئة. فإن فاتتك التمارين مع نهاية اليوم بسبب أعذار وجدتها لنفسك، فاضغط على نفسك بأن تجرّب ممارستها أول شيء في الصباح التالي. تمارين الصباح تنعشك كثيرًا؛ لأنها تساعدك في الاستيقاظ وتزيد مستويات الطاقة لديك.

راقب كمية الطعام التي تتناولها؛ فما تأكله له تأثير كبير على ما تفكر فيه وتشعر به. ستتحسن مستويات التركيز والشعور بعد أن تستبدل الوجبات السريعة بالمكسرات والحبوب والكثير من الماء. أيضًا، خذ أوقات استراحتك على محمل الجد، فالاستراحات القصيرة بين الفينة والفينة مفيدة جدًا إذا كنت تكافح من أجل حل مشكلة أو الخروج بفكرة.

اضبط منطقة العمل الخاصة بك
هناك أشياء كثيرة في مكان العمل قد تعيق جودة عملك، وعليك أن تتعامل معها بجدية. فإن كنت تقضي وقتًا طويلًا مع هاتفك مثلًا، اضبطه على وضعية الصامت أو أغلقه تمامًا حتى لا يشتت تركيزك. وتوقف عن إهدار وقتك في متابعة مستجدات فيسبوك وإنستجرام؛ فمثل هذه الملهيات تعطلك عن إنجاز أعمالك في وقتها.

إذا وجدت صعوبة في إنجاز المهام على النحو المطلوب في العمل، فكّر في الاستفادة من تطبيقات الإنترنت، مثل Awesome Note”” أو مساحة “Letter space”، ليساعدك في إدارة المهام واستكمالها. سيستغرق هذا التطبيق بعض الوقت حتى تتعود عليه، لكنه على المدى الطويل سيزيد من كفاءتك وإنتاجيتك. وثمّة طريقة أخرى بسيطة لتحسين جودة عملك والتغلب على التسويف، وهي: أن تقوم بالمهام غير المرغوبة أولًا، وتترك الأفضل حتى النهاية. فبمجرّد أن تزيح عن كاهلك المهام المملّة، يمكنك التركيز على مهامك المفضلة.

لا تعدّد المهام
إليك ما يحدث عند محاولة تنفيذ أمرين أو أكثر في الوقت نفسه: تنخفض الإنتاجية وتقل جودة العمل. بمعنى آخر، ستتحسن كفاءتك بشكل عام إذا وضعت تركيزك كله على مهمة واحدة في كل مرة.

العمل بجودة عالية كمبتدئ
إليك بعض النصائح الأخرى التي يقدّمها الدكتور الكواري:

  1. تعلّم ما يكفي عن ثقافة المؤسسة وقيمها قبل انضمامك إليها، وتعلّم المزيد عنها بعد ذلك؛ فهذا سيساعدك في فهم ثقافة الجودة بالمؤسسة وكيف تسير الأمور فيها.
  2. تعرّف من المشرف على الأهداف والمهام والسلوكيات المتوقعة منك؛ فهذا يساعدك في تلبية المتطلبات، ومن ثم استيفاؤها والحرص على العمل بكفاءة عالية.
  3. احرص على مواصلة التعلم، فالشهادة وحدها لا تكفي؛ بل إن أفضل طريقة لتطوير نفسك هي أن تتعلم أشياء جديدة مختلفة عن المهام والوظائف.
  4. تول مسؤولية تطوير نفسك ومهنتك. من المفيد أن تحصل على المساعدة والدعم من مشرفك أو زملائك الأكثر خبرة، لكنك قبل كل شيء تحتاج إلى أن تمسك بزمام أمورك.