المهندس الزراعي

مع استمرار عدد سكان العالم في الارتفاع، يزداد الطلب على الغذاء، وتزداد معه الحاجة للمهندسين الزراعيين.
وعلى الرغم من أن المهندسين الزراعيين يضطلعون بمهام عديدة، إلا أنهم يسعون بشكل أساسي لدمج مبادئ الهندسة الميكانيكية والمدنية والكهربائية والكيميائية مع المبادئ الزراعية، من أجل تطوير وتصميم معدات وأساليب جديدة لجعل الزراعة آمنة ومستدامة وصديقة للبيئة.
طبيعة المجال تقتضي أن يعمل المهندسون الزراعيون في مختلف أنواع الأماكن المغلقة والمفتوحة، ومن ثم يحتاجون إلى وضع خطط لمشروعاتهم وإدارتها من مكاتبهم، إضافةً إلى إجراء زيارات ميدانية وعمليات تفتيش لضمان حل جميع المشكلات الفنية والإدارية أيضًا. وتشمل أماكن العمل الأخرى مختبرات الأبحاث والفصول الدراسية. بمعنى أن التنقل المستمر جزء من العمل؛ وربما يتطلب العمل ساعات طوال للاستفادة من الطقس الجيد في الخارج.
الخطوة الأولى لتصبح مهندسًا زراعيًا هي التميّز في مادتي الرياضيات والعلوم في المدرسة الثانوية. وينبغي أن يُتبع ذلك بدرجة البكالوريوس، ويُفضّل أن تكون في الهندسة الزراعية أو البيولوجية.

حسن إبراهيم الأصمخ

رئيس قسم البحوث النباتية التابع لإدارة البحوث الزراعية
وزارة البلدية والبيئة

“أفضل ما في هذه المهنة هو أنها غير مقيدة بمكتب؛ فهي ليست روتينية، بل هي بالأحرى تستلزم الانتقال بين المختبرات، والمحطات، والإدارات، وحضور المقابلات، والاجتماعات، والمحاضرات، والحلقات الدراسية.
وفي ظل الحصار الأخير، أصبحنا جزءًا لا يتجزأ من مشروع الأمن الغذائي بدولة قطر، إذ إننا نمثّل جزءًا من الخطة الوطنية للاكتفاء الذاتي، لا سيما وأن المجال ككل يلقى الآن الكثير من الاهتمام، وقد ازداد الطلب على المهندسين والخبراء الزراعيين والعمالة الماهرة في القطاع الزراعي. المستقبل في هذا المجال واعد، وتكمن المتطلبات الحالية في العثور على مزيد من التقنيات الحديثة الأكثر فاعلية.
على الطلاب المهتمين بهذا المجال الالتحاق بتخصص جامعي ذي صلة بالزراعة، سواءً في تخصص الهندسة الزراعية أو الاقتصاد الزراعي أو فسيولوجيا النبات أو الري؛ حيث إن جميع التخصصات مطلوبة حاليًا. ولا ينبغي أن يتوقع الطالب أن يصبح خبيرًا في جميع التخصصات في غضون عامين، لكننا بعد انضمامه إلينا هنا في الوزارة نقوم بتحسين مهاراته وإثراء معلوماته ومواهبه من خلال المحاضرات الداخلية والخارجية؛ فلدينا العديد من المبادرات لجذب الطلاب وتقديم الدورات. كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تستقبل خريجي الجامعات لإكمال دورة كاملة في فيينا، حيث يتعلم الطلاب مجالات الطاقة الذرية المتعلقة بالزراعة، ولدينا أيضًا خبراء ومهندسون مفيدون حقًا في التدريب العملي.
تتطلب مهنة الزراعة شخصًا يبدي استعدادًا للعمل في هذا المجال؛ لأن طبيعة هذه المهنة غالبًا ما تتطلب القيام برحلات ميدانية أو العمل في مختبر”.