كيف تتعامل مع الضغوط النفسية التي قد تصاحب الحجر المنزلي؟

لا شك أن البقاء في المنزل للاحتماء من وباء عالمي قاتل هي تجربة تخوضها مع معظم سكان العالم للمرة الأولى، وبالتالي لن يكون الأمر غريبًا إذا شعرت بضغوط نفسية بسبب التغيير المفاجئ الذي طرأ على نمط حياتك اليومية، أو ربما تشعر بالتوتر بسبب الخوف من المستقبل.

لا تقلق! إنه أمر طبيعي، ولكن المهم أن تواجه تلك المخاوف وألا تسمح لها بالسيطرة عليك. ومن أجل تحقيق ذلك، عليك أن تؤمن في البداية بأن هناك أمورًا في الحياة لا يمكنك السيطرة عليها، وكل ما يمكنك القيام به عند حدوثها هو التحكم في رد فعلك لها وبذل قصارى جهدك لمواجهتها.

إن وباء كوفيد-19 مجرد أزمة طارئة لا بد لها وأن تنتهي، وحتى يحدث ذلك كل ما عليك فعله هو التكيف مع آثارها ومواصلة العمل متحليًا بالصبر والتفاؤل حتى تنجح في تجاوزها.

عبر السطور التالية، يمكنك التعرف على بعض النصائح التي من شأنها أن تساعدك في تخفيف الآثار النفسية السلبية الناشئة عن الحجر المنزلي:

خطط يومك

 نظم وقتك جيدًا، وضع خطة يومية واضحة. فعندما تستيقظ من النوم وأنت على علم بالأهداف التي تريد تحقيقها خلال اليوم، والمهام التي تحتاج تنفيذها لبلوغ أهدافك، سيخفف ذلك كثيرًا من الضغط على عقلك، لا سيما إذا نجحت في بناء نمط يومي والتزمت به، إذ لن تحتاج حينها للتفكير كثيرًا قبل القيام بأي فعل، وستوفر طاقتك الذهنية للمهام الصعبة. وكلما ارتبطت أهدافك اليومية بأهداف أكبر طويلة الأمد، كلما منحك ذلك طاقةً وحماسًا أكبر.

لا تنعزل

 إن الحجر المنزلي لا يعني انعزالك عن الناس كليًا، فاحرص على قضاء وقت يومي مع أفراد عائلتك في المنزل. شاركهم اهتماماتك وتحدث معهم عن أي أمور تثير قلقك، وتواصل مع أصدقائك عبر الهاتف أو عبر تطبيقات محادثات الفيديو، وتناقش معهم في أي موضوعات ذات اهتمام مشترك تمامًا كما كان يحدث عند التقائك بهم في المدرسة أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. كل ذلك من شأنه أن يرفع من روحك المعنوية

احمِ نفسك من الأخبار السلبية

تحتل الأخبار السلبية دائمًا الصدارة في نشرات الأخبار اليومية، وبما أننا أصبحنا محاطين بالشاشات من كل جانب، فقد أصبح من الصعب أن تمنع وصولها إليك، ولكن بإمكانك التقليل من متابعتها حتى لا تشتت تركيزك وتعزز نظرتك التشاؤمية للأمور. قم بإلغاء تنبيهات تطبيقات الأخبار على هاتفك المحمول، واكتفِ بمتابعتها من مصدر موثوق مرة أو مرتين في اليوم.

حافظ على صحتك

صحتك النفسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحتك البدنية. احرص على النوم لساعات كافية في مواعيد منتظمة، وتجنب الأطعمة غير الصحية وقلل من استهلاك الكافيين. خصص وقتًا لممارسة الرياضة، حتى لو كانت مجرد تدريبات خفيفة داخل المنزل. جرب أيضًا تمارين الاسترخاء والتأمل التي تساعدك في تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر.

رفه عن نفسك ولكن بحدود

 ضع حدودًا للوقت الذي تستهلكه في ممارسة ألعاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فالكثير منها يزيد من توترك، فكلما منحت هذه الأنشطة الترفيهية وقتًا أطول، قل الوقت المتاح لك من أجل تحقيق الأهداف الأكثر أهمية، وهو ما سيعني المزيد من الضغط على أعصابك.

كُن منظمًا

استغل فترة الحجر المنزلي لترتيب غرفتك والمساحة التي خصصتها للمذاكرة. لا تنس أيضًا ترتيب ملفاتك الرقمية أوًلا بأول. فعندما تصبح أكثر تنظيمًا وتعرف مكان كل أداة تستخدمها على مدار يومك، ستوفر الكثير من وقتك وتتجنب التوتر.