أبريل 03, 2018

مركز قطر للتطوير المهني يختتم النسخة الثانية من لقاء شركاء التوجيه المهني

برعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، اختُتمت فعاليات النسخة الثانية من “لقاء شركاء التوجيه المهني”، الذي نظَّمه مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.

وشهد اللقاء، الذي عُقِد تحت شعار “التطوير الاستراتيجي للتوجيه المهني في دولة قطر وترجمته إلى برامج عملية”، مشاركة لفيف من الوزراء، من بينهم سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، بالإضافة إلى السيد عمران حمد الكواري، الرئيس التنفيذي بالإنابة والمدير التنفيذي بمكتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، والسيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر.

وأُقيمت هذه الفعالية بالشراكة مع مكتب اليونسكو بالدوحة، ووزارة التعليم والتعليم العالي، في إطار التزام المركز بتنفيذ الأولويات التي حددها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في خطابه الموجه للمواطنين والمقيمين على أرض قطر خلال شهر يوليو من العام الماضي، وأهمها الاستثمار في تنمية الموارد البشرية الوطنية.

وقال السيد عبدالله أحمد المنصوري، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقاء: “تتطلب عملية بناء الأوطان تنوع الطاقات والمهارات والوظائف، وتحقيق الاكتفاء من القوى الوطنية العاملة في جميع المهن المطلوبة لبناء اقتصاد الدولة في الحاضر والمستقبل، إذ إن الكثير من المهن التي قد يختارها الشباب في المستقبل لم تُكتشف بعد وليست موجودة الآن على أرض الواقع. ويمثّل الوعي بهذه الخيارات وكيفية الحصول على المزيد من المعلومات عنها، عنصرًا أساسيًا في التطوير المهني الوطني، وهو صلب عمل مركز قطر للتطوير المهني”.

وأضاف: “تخوض قطر في الوقت الراهن أفضل مراحلها في مجال العمل على تطوير برامج التوجيه المهني ومبادراته لغرس التوجيه المهني وترسيخه كجزء من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية للدولة. ولهذا السبب، يتعاون مركز قطر للتطوير المهني حاليًا مع وزارة التعليم والتعليم والعالي، ومنظمة اليونسكو، والعديد من مؤسسات القطاعين العام والخاص الممثلين في الحضور الكريم، بهدف وضع إطار عمل لتطوير المعايير والسياسات الخاصة في هذا المجال على المستوى الوطني، وتحديد دور الجهات المعنية ومسؤولياتها في تطبيق استراتيجية الإرشاد والتوجيه المهني المنبثقة من استراتيجية قطاع التعليم والتدريب في قطر 2017-2022، وتسليط الضوء على خدمات وموارد التوجيه المهني القائمة على التكنولوجيا، وتطبيق معايير التوجيه المهني الخاصة باليونسكو فيما يتعلق بالتعليم والتدريب الفني والمهني.”

واستقطب اللقاء ما يزيد عن 250 مشاركًا من قطر وجميع أنحاء العالم، من بينهم صناع السياسات والقرار، ومسؤولين تنفيذيين من بعض المنظمات الدولية مثل منظمة اليونسكو، والمؤسسات الحكومية مثل وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة التخطيط التنموي والإحصاء، ووزارة المواصلات والاتصالات، بالإضافة إلى مؤسسات التعليم والتدريب مثل مؤسسة قطر، وجامعة قطر، وكلية المجتمع في قطر، وكلية شمال الأطلنطي في قطر، واللجان الوطنية لتنمية المواهب في مؤسسات مثل مؤسسة حمد الطبية، وقطر للبترول، ومركز سدرة للطب، والخطوط الجوية القطرية.

وصرّح الدكتور رايمو فيورينن، المتحدث الرئيسي في اللقاء، والأستاذ المشارك في المعهد الفنلندي للبحوث التعليمية بجامعة يوفاسكولا الفنلندية، ونائب رئيس الرابطة الدولية للتوجيه التعليمي والمهني، قائلًا: “بعد انتهاء هذه الفعالية، سوف نسعى أولًا إلى الاتفاق على استراتيجية وسياسات موحدة ستحدد كيف يمكن للقطاعات والمؤسسات الحكومية المختلفة العمل معًا في تناغم لتحقيق هدفنا المشترك. وسوف تؤدي هذه الاستراتيجيات في المستقبل دور وسائل التحفيز التي ستسرع عملية التطوير”.

وبدورها، قالت الدكتورة فريال خان، أخصائية برامج التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لدى الدول العربية في الخليج: ” تُعد قطر دولة رائدة في تعزيز ممارسات التوجيه المهني، وفقًا لأجندة مخططة تخطيطًا جيدًا تتماشى مع استراتيجياتها ورؤيتها الوطنية، بالاشتراك مع شركائها على المستويات الوطنية، والإقليمية، والدولية”.

تلى كلمة الدكتورة خان جلسة نقاشية أدارها السيد جابر بن ناصر المري، مدير تحرير صحيفة العرب، جمعت بين كلٍ من الأستاذة الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند، الرئيس السابق لجامعة قطر، والسيد سيف الكعبي، مدير إدارة التنمية البشرية في هيئة الأشغال العامة، والأستاذة فوزية الخاطر، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم في وزارة التعليم والتعليم العالي. وأشارت الخاطر أثناء الحوار إلى أن: “وزارة التعليم والتعليم العالي كانت على وعي تام بأهمية الوعي والإرشاد المهني، وسعت منذ فترة بكل طاقتها للعمل في هذا المجال. وهيأت الطلاب للالتحاق بسوق العمل أو الجامعات بسهولة ويسر. ولعل أول خطواتنا في هذا المجال إضافة المرشد الأكاديمي في المدارس الثانوية وإنشاء قسم الإرشاد الأكاديمي في الوزارة الذي قام بتطوير والارتقاء بمستوى المرشدين الأكاديميين داخل المدارس، بالإضافىة إلى عقد الاتفاقيات مع مختلف الجهات بالدولة، وإعداد مادة المهارات الأساسية التي تدرس لطلاب الصفين 10 – 11 التي تعمل على تنمية المهارات المطلوبة لإعداد الطلاب لمرحلة ما بعد التعليم العام”.

وخلال اللقاء، وُزِعَ المشاركون على 4 مجموعات لنقاشات الطاولة المستديرة، و6 مجموعات نقاش لتبادل المعارف والخبرات؛ بهدف تحديد الإجراءات الملموسة المطلوبة للتحرك عمليًا نحو تطوير قطاع التوجيه المهني وتعزيز الاستراتيجية الخاصة بهذا القطاع في قطر.

وجرت مناقشات المائدة المستديرة وفقًا لأربعة أبعاد استراتيجية بهدف وضع إطار عمل لتطوير: 1) الأطر والمعايير والسياسات الخاصة بمجال التوجيه المهني على المستوى الوطني، و2) دور الجهات المعنية ومسؤولياتها في تطبيق استراتيجية الإرشاد والتوجيه المهني المنبثقة من استراتيجية قطاع التعليم والتدريب في قطر 2017-2022، و3) خدمات وموارد التوجيه المهني القائمة على التكنولوجيا، و4) معايير التوجيه المهني الخاصة باليونسكو فيما يتعلق بالتعليم والتدريب الفني والمهني.

فيما ركزت مجموعات نقاش تبادل المعارف والخبرات على مناقشة أفضل ممارسات التوجيه المهني في قطر، مثل: 1) زيادة تأثير التوجيه المهني على البرامج الوطنية لتنمية المواهب، 2) برنامج تطوير مهارات قابلية التوظيف للطلاب الجامعيين، 3) مواصلة تطوير ممارسات ريادة الأعمال في قطر، 4) إطار عمل التطوير المهني للطلاب ذوي القدرات الخاصة، 5) دمج التوجيه المهني في مناهج التعليم الثانوي – التجربة الفنلندية، 6) تقييم برنامج المهارات الحياتية بالمدارس الثانوية في قطر.

وشارك أعضاء تلك المجموعات في مناقشات مفيدة لمعالجة المسائل الاستراتيجية والوطنية، وقضايا التطوير المهني، وخرجوا بمجموعة من التوصيات المهمة المتعلقة بوضع هيكل تنظيمي لعملية التوجيه والتطوير المهني بدولة قطر.