الاحتراف الرياضي: أفق مفتوحة وإلهامٌ حاضر

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تستعد قطر لاستقبال الآلاف من السياح وعشاق كرة القدم الذين يزورون الدوحة للاحتفال بأحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم.

وفي محاولة لتعزيز ثقافة الرياضة والنشاط وأنماط الحياة الصحية بين الشباب في قطر، يستغل مركز قطر للتطوير المهني الزخم الذي يولده هذا الحدث الرياضي الفريد في دعم مجموعة متنوعة من المبادرات والحملات التي تهدف إلى تثقيف الطلاب حول هذه الرياضة الشهيرة.

تشمل هذه المبادرات حملتي الاتحاد القطري لكرة القدم “في حب قطر” و”العنابي أقوى بتشجيعكم”، وغيرها من المبادرات التي أطلقها الاتحاد القطري لكرة القدم لضمان أن تترك فعاليات هذه البطولة الدولية تأثيرًا اجتماعيًا إيجابيًا ودائمًا، بما يتخطى الفوائد الاقتصادية التي عادة ما تجنيها الدول المستضيفة من مثل هذه الأحداث المرموقة.

ويسعى مركز قطر للتطوير المهني لتحقيق هذا الهدف من خلال تعزيز مهمته الاستراتيجية المتمثلة في تمكين الطلاب من خلال الرياضة، وإلهامهم للنظر في إمكانية امتهانها كرياضيين محترفين. وبالتالي، نود أن نشجع الآباء في جميع أنحاء قطر على اغتنام هذه الفرصة، والاستفادة من قوة كرة القدم في إلهام جيل جديد من لاعبي كرة القدم والرياضيين في قطر.

فمن خلال دورنا كأولياء أمور، يتوجب علينا لعب دور يضمن أن تؤتي هذه الجهود ثمارها، وأن ننجح في إلهام الجيل الجديد من الشباب في قطر، وتشجيعهم على المساهمة في نيل قطر المكانة المرموقة التي تصبو إليها كوجهة سياحية إقليمياً ودولياً، وأن يقصدها الناس من مختلف الفئات والأعمار للاحتفاء بالرياضة والفنون والثقافة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. بمعنى آخر، إن دعمكم كأولياء أمور يمثل عاملاً أساسياً في نجاح مهمة قطر الرامية إلى تحفيز الشباب القطري وتحقيق الأهداف الوطنية.

ولكن القيام بهذا الدور يجب ألا يكون من خلال الضغط على أبنائنا للانخراط في الرياضة، بل عبر أن نشاركهم في المرح وأن نقدم لهم قدوةً ومثلًا يُحتذى به، ما يساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم الحقيقية، وبناء الثقة على المدى الطويل. فيمكن أن تنضم إليهم مثلاً في متابعة مباريات كأس العالم أو حتى ابتداع نسختكم الخاصة من البطولة، ويمكن أيضًا تشجيع أبناءك على دعوة أصدقائهم ليوم من الترفيه الرياضي والألعاب الممتعة.

مهما كان النهج الذي تتبعه، تذكر دائمًا أن الأطفال لديهم فترات انتباه قصيرة وقدرة محدودة على التركيز. لذلك، كن صبوراً وإيجابياً، واغتنم هذه الفرصة الاستثنائية لأخذ أطفالك في رحلة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر لتجربة أفضل ما في عالم الرياضة.